responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درة الغواص في أوهام الخواص نویسنده : الحريري، أبو محمد    جلد : 1  صفحه : 87
اضاقتك فَقَالَ: إِن هَذَا الْكتاب يشْتَمل على ثَلَاثمِائَة وَكَذَا آيَة من كتاب الله عز وَجل، وَلست أرى إِن أمكن مِنْهَا ذِمِّيا، غَيره على كتاب الله تَعَالَى وحمية لَهُ، قَالَ: فاتفق أَن غنت جَارِيَة بِحَضْرَة الواثق بقول العرجي:
(أظلوم إِن مصابكم رجلا ... أهْدى السَّلَام إِلَيْكُم ظلم)
فَاخْتلف من بالحضرة فِي إِعْرَاب رجل فَمنهمْ من نَصبه، وَجعله اسْم إِن، وَمِنْهُم من رَفعه على أَنه خَبَرهَا، وَالْجَارِيَة مصرة على أَن شيخها أَبَا عُثْمَان الْمَازِني لقنها إِيَّاه بِالنّصب، فَأمر الواثق بِاللَّه باشخاصه.
قَالَ أَبُو عُثْمَان: فَلَمَّا مثلت بَين يَدَيْهِ قَالَ: مِمَّن الرجل قلت: من بني مَازِن، قَالَ: أَي الموازن أمازن تَمِيم أم مَازِن قيس، أم مَازِن ربيعَة قلت: من مَازِن ربيعَة، فكلمني بِكَلَام قومِي، وَقَالَ لي: با اسْمك لأَنهم يقلبون الْمِيم بَاء وَالْبَاء ميما إِذا كَانَت فِي أول الْأَسْمَاء، قَالَ: فَكرِهت أَن أُجِيبهُ على لُغَة قومِي لِئَلَّا أواجهه بالمكر، فَقلت: بكر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، فَفطن لما قصدته وأعجب بِهِ، ثمَّ قَالَ مَا تَقول فِي قَول الشَّاعِر:
(أظلوم إِن مصابكم رجلا
)
أترفع رجلا أم تنصبه فَقلت: بل الْوَجْه النصب يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، فَقَالَ: وَلم ذَلِك فَقلت: إِن مصابكم مصدر بِمَعْنى أَصَابَتْكُم، فَأخذ اليزيدي فِي معارضتي، فَقلت: هُوَ بِمَنْزِلَة قَوْلك: إِن ضربك زيدا ظلم، فرجلاً مفعول مصابكم، ومنصوب بِهِ، وَالدَّلِيل عَلَيْهِ أَن الْكَلَام مُعَلّق إِلَى أَن تَقول: ظلم، فَيتم الْكَلَام.
فَاسْتَحْسَنَهُ الواثق وَقَالَ: هَل لَك من ولد قلت: نعم، بنية يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، قَالَ: مَا قَالَت لَك عِنْد مسيرك قلت: أنشدت قَول الْأَعْشَى:
(أيا أبتا لَا ترم عندنَا ... فانا بِخَير إِذا لم ترم)
(أرانا إِذا أضمرتك الْبِلَاد ... نجفى وتقطع منا الرَّحِم)
قَالَ: فَمَا قلت لَهَا قلت: قَول جرير:
نام کتاب : درة الغواص في أوهام الخواص نویسنده : الحريري، أبو محمد    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست