نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 67
فإن قيل : فمن أين جاء هذا الجمع في قوله تعالى : (فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا
طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ)[١]؟ قيل : لأنّه لمّا وصفهما بالقول ؛ والقول من صفات من
يعقل ، أجراهما مجرى من يعقل ؛ وعلى هذا قوله تعالى : (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ
كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ)[٢] لأنّه لمّا وصفها بالسّجود ، وهو من صفات من يعقل ،
أجراها مجرى من يعقل ؛ فلهذا ، جمعت جمع من يعقل.
[قولهم في جمع أرض وسنة]
فإن قيل : فلم
جاء هذا الجمع في قولهم في جمع أرض : «أرضون» وفي جمع سنة «سنون»؟ قيل : لأنّ
الأصل في أرض : «أرضة» بدليل قولهم في التّصغير : أريضة ، وكان القياس يقتضي أن
تجمع بالألف والتّاء ، إلّا أنّهم لمّا حذفوا التّاء من أرض ؛ جمعوه بالواو
والنّون تعويضا عن حذف التّاء ، وتخصيصا له بشيء ، لا يكون في سائر أخواته ؛ وكذلك
الأصل في سنة : «سنوة» بدليل قولهم في الجمع : «سنوات» و «سنهة» على قول بعضهم ،
إلّا أنّهم لمّا حذفوا اللّام ، جمعوه بالواو والنّون تعويضا من حذف اللّام ،
وتخصيصا له بشيء لا يكون في / الأمر / [٣] التّام ، وهذا التّعويض تعويض جواز ، لا تعويض وجوب ،
لأنّهم لا يقولون في جمع : شمس «شمسون» ، ولا / في / [٤] جمع غد «غدون» فلهذا ، لمّا كان هذا الجمع في أرض ، وسنة ، على خلاف الأصل
، أدخل فيه ضرب من التّكثير ، ففتحت [٥] الرّاء من «أرضون» وكسرت السّين من «سنون» إشعارا بأنّه
جمع جمع السّلامة على خلاف الأصل ؛ فاعرفه / تصب / [٦] إن شاء الله تعالى.