responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري    جلد : 1  صفحه : 239

قال : إنّ حرف الشّرط يعمل في فعل الشّرط ، وفعل الشّرط يعمل في الجواب ، فقال : لأنّ فعل الشّرط يقتضي الجواب ، وهو أقرب إليه من الحرف ، فكان عمله فيه أولى من الحرف. وأمّا من قال : إنّه مبنيّ على الوقف ؛ فقال : لأنّ الفعل المضارع ، إنّما أعرب لوقوعه موقع الأسماء ، والجواب ـ ههنا ـ لم يقع موقع الأسماء ؛ فوجب أن يكون مبنيّا. وذهب الكوفيّون إلى أنّه مجزوم [١] على الجوار ؛ لأنّ جواب الشّرط مجاور لفعل الشّرط ، فكان محمولا عليه في الجزم ، والحمل على الجوار كثير في كلامهم ، قال الشّاعر [٢] : [البسيط]

كأنّما ضربت قدّام أعينها

قطنا بمستحصد الأوتار محلوج [٣]

وكان يقتضي أن يقال : «محلوجا» فخفضه على الجوار [٤] ، وكقول الآخر [٥] : [الرّجز]

كأنّ نسج العنكبوت المرمل [٦]

وكقولهم : «جحر ضبّ خرب» وما أشبه ذلك ؛ وهذا ليس بصحيح ؛ لأنّ الحمل على الجوار قليل ، يقتصر فيه على السّماع ، ولا يقاس عليه لقلّته. وقد اعترض على هذه المذاهب كلّها باعتراضات : فأمّا من قال إنّ حرف الشّرط


[١] في (س) مبنيّ.

[٢] لم ينسب إلى قائل معيّن.

[٣] المفردات الغريبة : مستحصد الأوتار : أوتار القوس المشدودة المحكمة. القطن المحلوج : المندوف المنفوش.

موطن الشّاهد : (قطنا. . . محلوج).

وجه الاستشهاد : مجيء «محلوج» مجرورا ؛ لمجاورته «الأوتار» المجرورة ؛ والأصل فيه أن يكون منصوبا ؛ لأنّه صفة ل «قطنا» المنصوب ؛ والجرّ على المجاورة جائز في الشّعر والنّثر.

[٤] والخفض على الجوار كثير شائع في اللّغة.

[٥] القائل : العجّاج ، وقد سبقت ترجمته.

[٦] المفردات الغريبة : المرمل : يقال أرمل سريره : إذا نسج شريطا ، أو غيره ، فجعله ظهرا له.

موطن الشّاهد : (المرمل).

وجه الاستشهاد : جرّ «المرمل» لمجاورته «العنكبوت» المجرور ؛ والأصل والقياس فيه النّصب ؛ لكونه صفة ل «غزل».

فائدة : كان الخليل بن أحمد الفراهيدي ، لا يجيز الجرّ على المجاورة إلّا إذا استوى المتجاوران في التّعريف ، والتّنكير ، والتّذكير ، والتّأنيث ، والإفراد ، والتّثنية ، والجمع.

نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست