responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 4  صفحه : 182

التسليم، و إنما أفاد تلك الفائدة، مع أنا قد قطعنا بوضع النبي صلى الله تعالى عليه و سلم في قبره الشريف، و الأصل استمراره؛ فيستمر على ذلك حتى يقوم قاطع على خلافه، مع أنه جاء عن غير ابن المسيب ما يقتضي الاستمرار، فعن عثمان بن عفان (رضي الله تعالى عنه) أنه لما حصر أشار بعض الصحابة عليه أن يلحق بالشام، فقال: لن أفارق دار هجرتي و مجاورة رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم فيها، و قصة سعيد بن المسيب في سماعه الأذان و الإقامة من القبر الشريف أيام الحرة مشهورة.

و قال يحيى: حدثنا هرون بن عبد الملك ابن الماجشون أن خالد بن الوليد بن الحارث بن الحكم بن العاص و هو ابن مطيرة قام على منبر رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يوم جمعة فقال: لقد استعمل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) علي بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه) و هو يعلم أنه خائن، و لكن شفعت له ابنته فاطمة (رضي الله تعالى عنها)، و داود بن قيس في الروضة، فقام فقال: أس، أي بسكته، قال: فمزق الناس قميصا كان عليه شقائق حتى و تروه، و أجلسوه حذرا عليه منه، و قال: رأيت كفّا خرجت من القبر قبر رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم و هو يقول: كذبت يا عدوّ الله، كذبت يا كافر، مرارا.

و ممن سافر إلى زيارة النبي صلى الله تعالى عليه و سلم من الشام إلى قبره (عليه السلام) بالمدينة بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم، كما رواه ابن عساكر بسند جيد عن أبي الدرداء (رضي الله تعالى عنه)، قال: لما رحل عمر بن الخطاب (رضي الله تعالى عنه) من فتح بيت المقدس فصار إلى جابية، سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل، و ذكر قصة في نزوله بداريا، قال: ثم إن بلالا رأى في منامه النبي صلى الله تعالى عليه و سلم و هو يقول: ما هذه الجفوة يا بلال؟ أ ما آن لك أن تزورني يا بلال؟ فانتبه حزينا وجلا خائفا، فركب راحلته و قصد المدينة فأتى قبر النبي صلى الله تعالى عليه و سلم، فجعل يبكي عنده و يمرغ وجهه عليه، فأقبل الحسن و الحسين (رضي الله تعالى عنهما)، فجعل يضمهما و يقبلهما، فقالا له: يا بلال، نشتهي أن نسمع أذانك الذي كنت تؤذن به لرسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم في المسجد، ففعل، فعلا سطح المسجد، فوقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال «الله أكبر الله أكبر» ارتجّت المدينة، فلما أن قال:

«أشهد أن لا إله إلا الله» ازدادت رجتها، فلما أن قال «أشهد أن محمدا رسول الله» خرجت العواتق من خدورهن، و قالوا: بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم، فما رؤي يوم أكثر باكيا و لا باكية بالمدينة بعد رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم من ذلك اليوم، كذا ذكر ابن عساكر فيما نقل السبكي، فقال الحافظ عبد الغني و غيره في ترجمة

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 4  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست