responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 3  صفحه : 87

ثم قال: و أما قبر فاطمة بنت أسد أم عليّ بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنهما) فإن عبد العزيز حدث، و ذكر سنده إلى محمد بن علي بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنهما)، قال: لما استقر بفاطمة و علم بذلك رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: إذا توفيت فأعلموني، فلما توفيت خرج رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم)، فأمر بقبرها فحفر في موضع المسجد الذي يقال له اليوم قبر فاطمة، ثم لحد لها لحدا، و لم يضرح لها ضريحا، فلما فرغ منه نزل فاضطجع في اللحد، و قرأ فيه القرآن، ثم نزع قميصه فأمر أن تكفّن فيه، ثم صلى عليها عند قبرها، فكبر تسعا و قال: ما أعفي أحد من ضغطه القبر إلا فاطمة بنت أسد، قيل: يا رسول الله و لا القاسم؟ قال: و لا إبراهيم، و كان إبراهيم أصغر هما.

قلت: و قوله في موضع المسجد إلى آخره يقتضي أنه كان على قبرها مسجد يعرف به في ذلك الزمان.

و روى ابن شبة عن جابر بن عبد الله قال: بينا نحن جلوس مع رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إذ أتاه آت فقال: يا رسول الله، إن أم علي و جعفر و عقيل قد ماتت، فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): قوموا إلى أمي، فقمنا و كأن على رءوس من معه الطير، فلما انتهينا إلى الباب نزع قميصه فقال:

إذا غسلتموها فأشعروها إياه تحت أكفانها، فلما خرجوا بها جعل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) مرة يحمل، و مرة يتقدم، و مرة يتأخر، حتى انتهينا إلى القبر فتمعّك في اللحد ثم خرج فقال: ادخلوها باسم الله و على اسم الله، فلما أن دفنوها قام قائما فقال: جزاك الله من أم و ربيبة خيرا، فنعم الأم و نعم الربيبة كنت لي، قال: فقلنا له أو قيل له: يا رسول الله لقد صنعت شيئين ما رأيناك صنعت مثلهما قط، قال: ما هو؟ قلنا: نزعك قميصك و تمعكك في اللحد، قال: أما قميصي فأريد أن لا تمسها النار أبدا إن شاء الله تعالى، و أما تمعكي في اللحد فأردت أن يوسّع الله عليها في قبرها.

و روى ابن عبد البر عن ابن عباس قال: لما ماتت فاطمة أمّ علي بن أبي طالب ألبسها رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قميصه، و اضطجع معها في قبرها، فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه فقال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ لي منها، إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة، و اضطجعت معها ليهون عليها.

و في الكبير و الأوسط بسند فيه روح بن صلاح وثّقه ابن حبّان و الحاكم و فيه ضعف، و بقية رجاله رجال الصحيح، عن أنس بن مالك قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد دخل عليها رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم)، فجلس عند رأسها، فقال: رحمك الله يا أمي بعد أمي، و ذكر ثناءه عليها و تكفينها ببرده، قال: ثم دعا رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) أسامة بن زيد و أبا أيوب الأنصاري و عمر بن الخطاب و غلاما أسود يحفرون، فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بيده،

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 3  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست