responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 3  صفحه : 45

أساطينه من الخزر المكسر، و فيها آثار الرصاص و عمد الحديد و آثار الرمل بأرضه، و لعل الله تعالى يبعث له من يحييه.

كهف بني حرام‌

و ينبغي لقاصد المسجد المذكور أن يزور كهف بني حرام قرب شعبهم المذكور؛ لما سيأتي في ذكر عين النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) عن عبد الملك بن جابر بن عتيك أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) «توضّأ من العيينة التي عند كهف بني حرام» قال: و سمعت بعض مشيختنا يقول: قد دخل النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) ذلك الكهف.

و في رواية أنهم كانوا- يعني الصحابة- يخرجون مع النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و يخافون البيات، فيدخلونه كهف بني حرام فيبيت فيه، حتى إذا أصبح هبط، و إنه نقر العيينة التي عند الكهف.

و لما روى ابن شبة عن يحيى بن النصر الأنصاري أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) «جلس في كهف سلع» و المراد به كف بني حرام.

و لما روى الطبراني في الأوسط و الصغير عن أبي قتادة قال: خرج معاذ بن جبل فطلب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فلم يجده، فطلبه في بيوته فلم يجده، فاتّبعه في سكة سكة حتى دلّ عليه في جبل ثواب، فخرج حتى رقي جبل ثواب فنظر يمينا و شمالا فبصر به في الكهف الذي اتخذ الناس إليه طريقا إلى مسجد الفتح، قال معاذ: فإذا هو ساجد، فهبطت من رأس الجبل و هو ساجد فلم يرفع حتى أسأت به الظن، فظننته أنه قد قبضت روحه، فقال: جاءني جبريل بهذا الموضع فقال: إن الله تبارك و تعالى يقرؤك السلام و يقول لك: ما تحبّ أن أصنع بأمتك؟ قلت: الله أعلم، فذهب ثم جاء إلي فقال: إنه يقول: لا أسوأك في أمتك، فسجدت فأفضل ما تقرب به إلى الله عز و جل السجود.

قلت: و جبل ثواب لم أقف له على ذكر، و لكن يؤخذ من قوله في هذا الكهف إنه الذي اتخذ الناس إليه طريقا إلى مسجد الفتح أنه جبل سلع، و المراد اتخذ الناس إلى الكهف طريقا إلى طريق مسجد الفتح، فهو كهف بني حرام بقرينة ما سبق، و الكهف كما في الصحاح: شبه البيت المنقور في الجبل، و هذا الكهف يظهر أنه الذي على يمين المتوجّه من المدينة إلى مساجد الفتح من الطريق القبلية أيضا إذا قرب من البطن الذي هو شعب بني حرام في مقابلة الحديقة المعروفة اليوم بالنقيبية عن يساره.

و كذلك الحصن المعروف بحصن حمل يكون في جهة يساره فهناك مجرى سائلة تسيل من سلع إلى بطحان، فإذا دخل في تلك السائلة و صعد يسيرا من سلع طالبا جهة المشرق كان الكهف المذكور على يمينه، و عنده أثر نقر ممتد في الجبل هو مجرى السائلة المذكورة، و إذا صعد

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 3  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست