نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 3 صفحه : 32
جمعة حين قدم المدينة في مسجد بني سالم في مسجد عاتكة» و عن إسماعيل بن أبي فديك عن غير واحد ممن يثق به من أهل البلد أن أول جمعة جمعها النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) حين أقبل من قباء إلى المدينة في مسجد بني سالم الذي يقال له مسجد عاتكة.
و قال المطري: في شمالي هذا المسجد أطم خراب يقال له «المزدلف» أطم عتبان بن مالك، و المسجد في بطن الوادي صغير جدّا، مبني بحجارة قدر نصف القامة، و هو الذي كان يحول السبيل بينه و بين عتبان بن مالك إذا سال؛ لأن منازل بني سالم بن عوف كانت غربيّ هذا الوادي على طرف الحرة، و آثارهم باقية هناك، فسأل عتبان رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) أن يصلي له في بيته في مكان يتخذه مصلى، ففعل (صلّى اللّه عليه و سلم).
قلت: قصة عتبان المشار إليها مروية في الصحيح بلفظ أن عتبان أتى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: يا رسول الله، قد أنكرت بصري، و أنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني و بينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، الحديث.
و سيأتي في المساجد التي لا تعلم عينها أن بني سالم لهم مسجد آخر هو مسجدهم الأكبر؛ فالذي يظهر أنه المراد من حديث عتبان، و أما هذا فهو مسجدهم الأصغر و قد تهدم بناؤه الذي أشار إليه المطري، فجرده بعض الأعاجم على هيئته اليوم، مقدّمه رواق مسقف فيه عقدان بينهما أسطوان، و خلفه رحبة، و طوله من القبلة إلى الشام عشرون ذراعا، و عرضه من الجدار الشرقي إلى الغربي مما يلي محرابه ستة عشر ذراعا و نصف، و كان سقفه قد خرب فجدده المرحوم الخواجا الرئيس الجواد المفضّل شمس الدين قاوان تغمده الله برحمته.
و مصلى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في بيت غسان ليس في الأطم المذكور، بل عند أصله كما سيأتي.
مسجد الفضيخ
و منها: مسجد الفضيح- بفتح الفاء و كسر المعجمة بعدها مثناة تحتية و خاء معجمة- قال المطري: و يعرف اليوم بمسجد الشمس و هو شرقي مسجد قباء على شفير الوادي، على نشز من الأرض، مرضوم بحجارة سود، و هو مسجد صغير.
و روى ابن شبة و ابن زبالة و يحيى في عدة أحاديث أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) «صلى بمسجد الفضيخ».
و روى الأولان- و اللفظ لابن شبة- عن جابر بن عبد الله (رضي الله تعالى عنهما) قال:
حاصر النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) بني النضير، فضرب قبته قريبا من مسجد الفضيخ، و كان يصلّي في موضع مسجد الفضيخ ستّ ليال، فلما حرمت الخمر خرج الخبر إلى أبي أيوب في نفر من الأنصار، و هم يشربون فيه فضيخا، فحلّوا وكاء السّقاء فهراقوه فيه؛ فبذلك سمي مسجد الفضيخ.
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 3 صفحه : 32