responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 3  صفحه : 153

و ذكر ابن عبد البر في خبر سلمان أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) اشتراه من قوم من اليهود بكذا و كذا درهما، و على أن يغرس لهم كذا و كذا من النخل، يعمل فيها سلمان حتى يدرك، فغرس رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) النخل كله إلا نخلة غرسها عمر فأطعم النخل كله إلا تلك النخلة، فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) من غرسها؟ قالوا: عمر، فقلعها رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و غرسها فأطعمت من عامها، و في رواية أن تلك الودية التي لم تثمر غرسها سلمان.

قلت: و الفقير اسم الحديقة بالعالية قرب بني قريظة، و قد خفي ذلك على بعضهم فقال كما نقله ابن سيد الناس: قوله «بالفقير» الوجه إنما هو بالعفير، انتهى. و الصواب أنه اسم لموضع، و ليس هو من صدقات النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، فقد ذكر ابن شبة في كتاب صدقة علي بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه) الذي كان بيد الحسن بن زيد ما لفظه: و الفقير لي كما قد علمتم صدقة في سبيل الله، لكنه سماه قبل ذلك في أخبار صدقاته بالفقيرين، مثنّى، فقال: و كان لي صدقات بالمدينة الفقيرين بالعالية و بئر الملك بقناة، فالظاهر أنه يسمى بكل من اسمين، و أهل المدينة اليوم ينطقون به مفردا بضم الفاء تصغير الفقير ضد الغني.

و قد ذكره ابن زبالة مفردا فيما رواه عن محمد بن كعب القرظي قال: كانت بئر غاضر و البرزتان قبضها رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) لأضيافه، و كانت لكعب بن أسد، و كان الفقير لعمر بن سعد، و صار لعلي بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه).

قال: و سمعت من يقول: كانت بئر غاضر و البرزتان من طعم أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) من أموال بني النضير.

قلت: و بئر غاضر اليوم غير معروفة، و أما البرزتان فحديقتان بالعالية متجاورتان يقال لإحداهما البرزة و للأخرى البريزة مصغرة، و وقع في النسخة التي وقفت عليها من كتاب ابن شبة: قال أبو غسان سمعت من يقول: كانت بئر غاضر و النويرتين من طعمه أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و هما من أموال بني قريظة بعالية المدينة، و قد قيل في ذلك إن بئر غاضر مما دخلت في صدقة عثمان في بئر أريس، انتهى. و أظن قوله «النويرتين» تصحيفا، و صوابه البرزتان كما في كتاب ابن زبالة لما قدمناه.

تحديد مواضع الصدقات و المعروف منها

و أما بيان مواضع صدقات النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) المذكورة فقد تقدم أن الصافية و برقة و الدلال و الميثب متجاورات بأعلى الصورين؛ فالصافية معروفة هناك اليوم، قال الزين المراغي: هي في شرقي المدينة الشريفة بجزع زهرة، و رأيته ضبط بخطه زهيرة بضم الزاي مصغرة زهرة لاشتهاره في زمنه بذلك، و إنما هو زهرة مكبر لما سيأتي في ترجمتها، و برقة معروفة أيضا في قبلة المدينة مما يلي المشرق، و لناحيتها شهرة بها كما قال المراغي.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 3  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست