responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 3  صفحه : 149

قال: و بنى لها هناك منهلا بدرج من تحت الدور، يستقي منه أهل المدينة، و جعل لها مصرفا من تحت الأرض بشق وسط المدينة على الموضع المعروف بالبلاط، أي سوق العطارين اليوم، و ما والاه من منازل الأشراف أمراء المدينة، يخرج إلى ظاهر المدينة من جهة الشمال شرقي الحصن الذي يسكنه أمير المدينة.

قال: و قد كان جعل منها شعبة صغيرة تدخل إلى صحن المسجد، و جعل لها منهلا بدرج عليه عقد يخرج الماء إليه من فوّارة يتوضأ منها من يحتاج إلى الوضوء، و حصل في ذلك انتهاك حرمة المسجد من كشف العورات و الاستنجاء في المسجد، فسدّت لذلك.

قلت: و قد سبق في الفصل الحادي و الثلاثين من الباب الخامس عن ابن النجار في ذكر السقايات التي بالمسجد أن الذي عمل هذا المنهل بعض أمراء الشام و اسمه شامة.

ثم ذكر المطري وصف مسير العين من القبة التي بالمصلّى إلى جهة الشام فقال: و إذا خرجت العين من القبة التي في المصلّى سارت إلى جهة الشمال، حتى تصل إلى سور المدينة فتدخل تحته إلى منهل آخر بوجهين مدرجين: أي و هو الذي عند رحبة حصن الأمير، ثم تخرج إلى خارج المدينة فتصل إلى منهل آخر بوجهين مدرجين عند قبر النفس الزكية، ثم تخرج من هناك و تجتمع هي و ما يتحصّل من مصلها في قناة واحدة إلى البركة التي ينزلها الحجاج، يعني حجاج الشام، و هي التي تقدم عنه في الباب الأول في أثرب أن الحجاج يسمونها عيون حمزة، أي لظنهم أنها عين الشهداء، و أنها تأتي من جهة مشهد سيدنا حمزة، و ليس كذلك، إنما تأتي كما قال من قباء من البئر التي في الحديقة المعروفة بالجعفرية، و إذا جاوزت مشهد النفس الزكية و ثنيّة الوداع مرّت من شامي سلع على المسجد المعروف بمسجد الراية، و لها هناك منهل آخر، ثم تسير في جهة المغرب فتمر في غربي الجبلين اللذين في غربي مساجد الفتح، و هكذا حتى تصل إلى مغيضها، و هو الموضع المسمى بالبركة، و قد زرع عليها هناك نخيل كثيرة هي اليوم بيد أمراء المدينة، و فقر قناتها ظاهرة في الأماكن التي أشرنا إليها، و لا مرور لها بالشهداء أصلا فعين الشهداء غير هذه العين، و هي المراد بما سبق في سابع فصول الباب الخامس في ذكر قبور الشهداء بأحد من قول جابر: صرخ بنا إلى قتلانا يوم أحد حين أجرى معاوية العين، و غيره من الأخبار المذكورة هناك، و حينئذ فكل من العينين المذكورتين تنسب إلى معاوية: عين الشهداء، و هي دائرة اليوم، و يحتمل: أنها التي كان مغيضها عند المسجد المعروف بمصرع حمزة (رضي الله تعالى عنه) المتقدم ذكرها في المساجد، و أن الأمير وديا كان قد جدّدها ثم دثرت، لكن أصلها من جهة العالية، و بعض قطرها ظاهر يشهد بذلك.

و قال البدر بن فرحون في ترجمة نور الدين الشهيد: إنه أجرى العين التي تحت جبل‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 3  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست