responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 3  صفحه : 104

مشهد حمزة

أحدها: مشهد سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، عم رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و (رضي الله تعالى عنه). و سيأتي ذكره مع شهداء أحد في الفصل بعده، و عليه قبة عالية حسنة متقنة، و بابه مصفح كله بالحديد بنته أم الخليفة الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضي‌ء، كما قاله ابن النجار، و ذلك في سنة تسعين و خمسمائة، قال: و جعلت على القبر ملبنا من ساج، و حوله حصباء، و باب المشهد من حديد، يفتح كل يوم خميس، و قريب منه مسجد يذكر أنه موضع مقتله، انتهى. و تبعه عليه من بعده. و وصفه القبر بأن عليه ملبن خشب، يعني أنه كهيئة قبر سيدنا إبراهيم، فإنه عبر فيه بذلك أيضا، و قبر سيدنا إبراهيم على ذلك الوصف اليوم، و كذلك الحسن و العباس.

و أما قبر حمزة فإنه اليوم مبني مجصّص بالقصّة لا خشب عليه، و في أعلاه من ناحية رأسه حجر فيه بعد البسملة: إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ [التوبة: 18] هذا مصرع حمزة بن عبد المطلب (عليه السلام)، و مصلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، عمره العبد الفقير إلى رحمة ربه حسين بن أبي الهيجاء، غفر الله له و لوالديه سنة ثمانين و خمسمائة، انتهى.

و هذا قبل عمارة أم الناصر بعشر سنين، و ابن النجار إنما قدم المدينة بعد ذلك؛ لأنه ألّف كتابه سنة مجاورته بها، و مولده سنة ثمان و سبعين و خمسمائة، فمقتضى ذلك أن ابن النجار أدرك القبر و هو بهذه الهيئة من الكتابة، و قد صرح بخلافها، و أيضا فالتعبير في تلك الكتابة بمصرع حمزة و تصديره بالآية دليل الخطأ في إثبات ذلك المسن هناك، فالصواب أن ذلك المسن كان بالمسجد المعروف اليوم بالمصرع، و كأنه لما تهدّم نقل إلى المشهد لقربه منه، ثم لما تكسر الخشب الذي ذكر ابن النجار أنه كان على القبر بنوا القبر على هذه الهيئة، و ظنوا أن ذلك المسن لوضعه بالمشهد يتعلق به، فأثبتوه بالقبر. و يؤيد ذلك أن نسبة عمارة القبة لأم الخليفة في التاريخ المذكور موجودة اليوم بالكتابة الكوفية نقشا في جدار المشهد بالجص، و اقتلع الشجاعي شاهين شيخ الحرم المسنّ المذكور و أعاده إلى محله بالمصرع، و مقتضى ما سبق عن ابن النجار و من تبعه أن أم الخليفة الناصر لدين الله هي أول من اتخذ المشهد المذكور على سيدنا حمزة (رضي الله تعالى عنه)، و سيأتي في الفصل بعده عند ذكر قبر حمزة (رضي الله تعالى عنه) عن عبد العزيز بن عمران أنه كان على قبر حمزة قديما مسجد، و ذلك في المائة الثانية، فكأن أم الخليفة وسّعته و جعلته على هذه الهيئة الموجودة اليوم، و قد زاد فيه سلطان زماننا الأشرف فانتباي أعز الله نصره زيادة من جهة المغرب أدخل فيها البئر التي كانت خارجة في غربيه، و اتخذ هناك أخلية لمن يريد الطهارة، و جعل بعضها بالسطح، فعمّ النفع بذلك،

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 3  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست