نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 2 صفحه : 65
هم الذين كان لهم أبواب إلى غير المسجد مع أبواب من المسجد، و أما علي فلم يكن بابه إلا من المسجد، و أن الشارع (صلّى اللّه عليه و سلم) خصّه بذلك، و جعل طريقه إلى بيته المسجد لما سبق، فباب أبي بكر هو المحتاج إلى الاستثناء، و لذلك اقتصر الأكثر عليه، و من ذكر باب علي فإنما أراد بيان أنه لم يسد، و أنه وقع التصريح بإبقائه أيضا، و الطريقة الثانية تعدد الواقعة، و أن قصة علي كانت متقدمة على قصة أبي بكر (رضي الله عنهما).
و يؤيد ذلك ما أسنده يحيى من طريق ابن زبالة و غيره عن عبد الله بن مسلم الهلالي عن أبيه عن أخيه قال: لما أمر بسد أبوابهم التي في المسجد خرج حمزة بن عبد المطلب يجر قطيفة له حمراء، و عيناه تذرفان يبكي يقول: يا رسول الله أخرجت عمك و أسكنت ابن عمك، فقال: ما أنا أخرجتك و لا أسكنته، و لكن الله أسكنه، فذكر حمزة (رضي الله عنه) في القصة يدل على تقدمها.
و روى البزار و فيه ضعفاء قد وثقوا عن علي (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم):
انطلق فمرهم فليسدوا أبوابهم، فانطلقت فقلت لهم، ففعلوا إلا حمزة، فقلت: يا رسول الله قد فعلوا إلا حمزة، فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): قل لحمزة فليحول بابه، فقلت: إن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يأمرك أن تحول بابك، فحوله، فرجعت إليه و هو قائم يصلي، فقال: ارجع إلى بيتك.
و روى البزار بإسناد قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه، عن علي (رضي الله عنه) قال: أخذ رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بيدي، فقال: إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون، و إني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك و بذريتك، ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك، فاسترجع ثم قال:
سمع و طاعة، فسد بابه، ثم أرسل إلى عمر، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك، ثم قال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) «ما أنا سددت أبوابكم و فتحت باب علي، و لكن الله فتح باب علي و سد أبوابكم».
قلت: ذكر العباس بدل حمزة هنا و فيما سيأتي فيه نظر؛ لأنه يقتضي تأخر ذلك؛ لأنه إنما قدم المدينة عام الفتح.
و أسند ابن زبالة و يحيى من طريقه عن رجل من أصحاب رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: بينما الناس جلوس في مسجد رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إذ خرج مناد فنادى: أيها الناس سدوا أبوابكم، فتحسحس [1] الناس لذلك و لم يقم أحد، ثم خرج الثانية فقال: أيها الناس سدوا أبوابكم، فلم يقم أحد، فقال الناس: ما أراد بهذا؟ فخرج فقال: أيها الناس سدوا أبوابكم قبل أن ينزل العذاب، فخرج الناس مبادرين، و خرج حمزة بن عبد المطلب يجر كساءه حين نادى