نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 2 صفحه : 55
تقدم أنه بناه مع بناء المسجد، و هو الظاهر؛ لأنها كانت حينئذ زوجته، غير أنه لم يبن لها فتأهب لذلك بأن بنى لها حجرتها.
و ذكر الأقشهري أن ابن عبد البر روى من طريق الزبير بن بكار عن عائشة (رضي الله عنها) خبرا طويلا في قدومها المدينة قالت فيه: ثم إنا قدمنا المدينة، فنزلت مع آل أبي بكر، و نزل آل النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) عليه، و كان رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يا بني مسجده و أبياتا حول المسجد، فأنزل فيها أهله، فمكثنا أياما، ثم قال أبو بكر: يا رسول الله ما يمنعك أن تبني بأهلك؟ قال:
الصداق، فأعطاه أبو بكر اثنتي عشرة أوقية و نشا [1] فبعث بها إلينا، و بنى لي رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في بيتي هذا الذي أنا فيه، و هو الذي توفي فيه و دفن فيه.
المشربة
قلت: و لم أر في كلام المؤرخين من تعرض للمشربة التي اعتزل فيها رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) لما آلى من نسائه شهرا، و مقتضى ذلك أنه لم يكن بابها من بيت واحدة منهن ليتأتى عدم الدخول عليهن، و الذي في الصحيح قول حفصة: هو ذاقي المشربة، و في رواية تسميتها علّبة، و في رواية غرفة، و قد بوب عليه البخاري باب هجرة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) نساءه في غير بيوتهن، و في رواية «هو في خزانته في المشربة» و في رواية «فإذا رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في مشربة يرقى عليها بعجلة» و في رواية «فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قاعد على أسكفة المشربة [2] مدل رجليه على نقير من خشب و هو جذع يرقى عليه رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و ينحدر».
و قال السهيلي: قال الحسن البصري: كنت أدخل بيوت رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و أنا غلام مراهق و أنال السقف بيدي، و كان لكل بيت حجرة، و كانت حجرة من أكسية من خشب عرعر.
و ورد أن بابه (صلّى اللّه عليه و سلم) كان يقرع بالأظافير: أي: لا حلق له.
و قال مالك: كان المسجد يضيق عن أهله، و حجر أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) ليست من المسجد، و لكن أبوابها شارعة في المسجد.
و قال ابن سعد: أوصت سودة ببيتها لعائشة (رضي الله عنها)، و باع أولياء صفية بنت حيي بيتها من معاوية بمائة ألف و ثمانين ألف درهم، و اشترى معاوية من عائشة منزلها
[1] النش: نصف كل شيء. يقال: نشّ أوقية. و وزن مقداره عشرون درهما.