responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 52

و في رواية له: و كان عليها معاذ بن جبل: أي على حفظها، أو على قسمتها، و الله أعلم.

الفصل التاسع في الحجرة الشريفة، و بيان إحاطتها بالمسجد الشريف إلا من جهة المغرب‌

قد تقدم أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) لما بنى مسجده الشريف بنى بيتين لزوجتيه عائشة و سودة (رضي الله عنهما) على نعت بناء المسجد من لبن و جريد النخل.

قال ابن النجار: و كان لبيت عائشة مصراع واحد من عرعر أو ساج‌ [1]، قال: و لما تزوج رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) نساءه بنى لهن حجرا، و هي تسعة أبيات، و هي ما بين بيت عائشة (رضي الله عنها) إلى الباب الذي يلي باب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، انتهى. و مراده بالباب الذي يلي باب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) الباب الذي في الجهة المقابلة له من المغرب، و هو المعروف الآن بباب الرحمة، و إنما حملنا كلامه على ذلك لأنه وقع في كلامه استعمال الباب الذي يليه بمعنى الباب الذي يقابله، و لأنه قال عقبه: قال أهل السير: ضرب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) الحجرات ما بينه و بين القبلة و الشرق إلى الشام، و لم يضربها في غربيه، و كانت خارجة من المسجد مديرة به إلا من المغرب، و كانت أبوابها شارعة في المسجد، انتهى.

و كأن الخطيب ابن حملة فهم من هذا اختلافا في مواضع الحجر، فقال: قيل كانت كلها في جهة المشرق، و قيل: في جهات المسجد ما عدا المغرب.

قلت: و يرجح ما قررناه ما رواه ابن الجوزي في شرف المصطفى بسنده إلى محمد بن عمر قال: سألت مالك بن أبي الرجال: أين كانت منازل أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)؟ فأخبرني عن أبيه عن أمه أنها كانت كلها في الشق الأيسر إذا قمت إلى الصلاة إلى وجه الإمام في وجه المنبر هذا أبعدها، و لما توفيت زينب أدخل- أي النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)- أم سلمة بيتها، انتهى، و وجه المنبر و وجه الإمام يعني إذا قام على المنبر بجهة الشام في جهة الباب المعروف الآن بباب الرحمة قبل أن ينقل إلى محله اليوم، و هو يقتضي أنه لم يكن من الحجر شي‌ء في جهة القبلة، إلا أن تكون الرواية إلى وجه الإمام و في وجه المنبر فيوافق ما تقدم عن أهل السير.

و أسند ابن زبالة عن محمد بن هلال قال: أدركت بيوت أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) كانت من جريد مستورة بمسوح الشعر [2] مستطيرة في القبلة و في المشرق و الشام، ليس في غربي‌


[1] العرعر: جنس أشجار و جنبات من الصنوبريات، فيه أنواع تصلح للأحراج و للتزيين، و الساج: ضرب من الشجر يعظم جدا، و يذهب طولا و عرضا، و له ورق كبير.

[2] المسوح أو الأمساح مفردها: المسح: كساء من الشعر، و الجادّة من الأرض.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست