responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 47

الليل ثم لا تقوون عليها، قال عيسى بن عبد الله: و ذلك موضع الأسطوان التي على طريق باب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) مما يلي الزوراء.

قلت: صحّف بعضهم هذه اللفظة فقال: مما يلي الدور، و رأيت بخط الأقشهري: لعله مما يلي دوره، انتهى. و الظاهر أن الرواية مما يلي الزور- بالزاي- يعني الموضع المزور في بناء عمر بن عبد العزيز خلف الحجرة كما سيأتي و الله أعلم.

قال عيسى: و حدثني سعيد بن عبد الله بن فضيل قال: مر بي محمد بن الحنفية و أنا أصلي إليها، فقال لي: أراك تلزم هذه الأسطوانة، هل جاءك فيها أثر؟ قلت: لا، قال:

فالزمها فإنها كانت مصلّى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) من الليل.

قلت: تقدم في حدود المسجد النبوي ما يقتضي أن الموضع المذكور كان خارج المسجد تجاه باب جبريل قبل تحويله إلى محله اليوم، و هو موافق لما سيأتي عن المؤرخين في بيان موضع هذه الأسطوانة، و المعروف من حاله (صلّى اللّه عليه و سلم) أن قيامه في غير رمضان إنما كان في بيته، و هذا الموضع ليس منه، و فيما سبق مع أحاديث قيام رمضان ما يوهم أن القصة المذكورة كانت فيه، ففي صحيح البخاري عن زيد بن ثابت أن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) «اتخذ حجرة، قال:

حسبت أنه قال: من حصير، في رمضان فصلى فيها ليالي فصلى بصلاته ناس- الحديث» و رواه مسلم عنه بلفظ أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) «اتخذ حجرة في المسجد من حصير، فصلى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فيها ليلا، حتى اجتمع إليه ناس، فذكره نحوه» و في رواية لأبي عوانة عن زيد «اتخذ حجرة من حصير في المسجد في رمضان- الحديث». و لعلها القبة التي كان يعتكف (صلّى اللّه عليه و سلم) فيها في رمضان، فقد روى الطبراني في الكبير عن أبي ليلى قال: رأيت رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) اعتكف في قبة من خوص، و في الكبير و الأوسط عن معيقيب قال: «اعتكف رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في قبة من خوص بابها من حصير و الناس في المسجد» و أسند يحيى عن أبي حازم مولى الأنصار قال: «اعتكف رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في المسجد في رمضان في قبة على بابها حصير»، و عن ابن عمر قال: بنى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بيتا من سعف في المسجد في آخر شهر رمضان يصلي فيه.

و قال المطري في بيان موضع هذه الأسطوانة: هي خلف بيت فاطمة (رضي الله عنها)، و الواقف إليها يكون باب جبريل المعروف قديما بباب عثمان على يساره، و حولها الدرابزين: أي لاصقا بها يمينا و يسارا، و هو الشباك الدائر على الحجرة الشريفة و على بيت فاطمة (رضي الله عنها)، و قد كتب فيها بالرخام: هذا متهجّد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم).

و قال ابن النجار: هذه الأسطوانة وراء بيت فاطمة من جهة الشمال، و فيها محراب إذا توجه المصلى إليه كانت يساره إلى باب عثمان المعروف اليوم بباب جبريل.

قلت: و قد جدد محرابها في هذه العمارة التي أدركناها أولا، و زيد في رخامه فوق‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست