نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 2 صفحه : 45
قال أبو و حرة- بحاء مهملة- السعدي و هو يذكر السرير و يمدح آل الزبير لقرب مجلسهم منه:
و إذا غدا آل الزبير غدا النّدى * * * و إذا انتدى فإليهم ما ينتدي
و إذا هم راحوا فإنهم هم * * * أهل السرير و أهل صدر المسجد
أسطوان المحرس
و منها: أسطوان المحرس [1]، و يسمى أسطوان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه).
قال يحيى: حدثنا موسى بن سلمة قال: سألت جعفر بن عبد الله بن الحسين عن أسطوان علي بن أبي طالب، فقال: إن هذه المحرس، كان علي بن أبي طالب يجلس في صفحتها التي تلي القبر مما يلي باب رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم)، يحرس النبي (صلّى اللّه عليه و سلم).
قال الجمال المطري و تبعه من بعده: و هو مقابل الخوخة التي كان النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) يخرج منها إذا كان في بيت عائشة إلى الروضة للصلاة، و هي خلف أسطوان التوبة من جهة الشمال.
قلت: هي الأسطوان الذي يصلي عندها أمير المدينة يجعلها خلف ظهره، و لذا قال الأقشهري: إن أسطوان مصلى علي كرم الله وجهه اليوم أشهر من أن تخفى على أهل الحرم، و يقصد الأمراء الجلوس و الصلاة عندها إلى اليوم، و ذكر أنه كان يقال لها مجلس القلادة لشرف من كان يجلس فيه، و ذلك إنما هو في أسطوان الوفود لما سيأتي.
أسطوان الوفود
و منها: أسطوان الوفود، قال المطري: هي خلف أسطوان المحرس من جهة الشمال، كان رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يجلس إليها لوفود العرب إذا جاءته، و كانت مما يلي رحبة المسجد قبل أن يزاد في السقف القبلي الرواقان، و كانت تعرف أيضا بمجلس القلادة، يجلس إليها سروات الصحابة و أفاضلهم (رضوان الله عليهم).
و قال الأقشهري، و من خطه نقلت: و أما الأسطوان الذي كان يجلس إليها (صلّى اللّه عليه و سلم) لوفود العرب إذا جاءته، فقال: إذا عددت الأسطوان التي فيها مقام جبريل (عليه السلام) كانت هي الثالثة، انتهى، و كأنه سقط من خطه فاعدد فقال: و قد أخذه من تحفة ابن عساكر، و قد رأيت في نسخة معتمدة منها موضع بياض بعد «فقال».
و هذا مطابق لما تقدم عن المطري؛ لأن الأسطوان التي فيها مقام جبريل هي مربعة القبر كما سيأتي، و بينها و بين أسطوان الوفود المذكور أسطوان.