responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 41

الذين تخلفوا عن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في غزوة تبوك، و قال ابن هشام تبعا لابن إسحاق: سببه قضية بني قريظة و استشارتهم إياه، و أسند يحيى عن عبد الرحمن بن يزيد قصته معهم، و أنهم قالوا له: أ ننزل على حكم محمد؟ قال: نعم، و أشار بيده إلى حلقه، و هو الذبح. و في رواية أخرى أنه لما جاءهم قام إليه الرجال، و أجهش إليه النساء و الصبيان يبكون في وجهه، فرق لهم، فكان منه ما تقدم، قال أبو لبابة: فو الله ما زالت قدماي حتى علمت أني خنت الله و رسوله. قال يحيى في الرواية المتقدمة: فلم يرجع إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و مضى إلى المسجد، و ارتبط إلى جذع في موضع أسطوانة التوبة، و أنزل الله عز و جل فيه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ‌ [الأنفال: 27] و في رواية: فربط نفسه في السارية، و حلف لا يحل نفسه حتى يحله رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) أو تنزل توبته، قال: فجاءت فاطمة (رضي الله عنها) تحله، فقال: لا، حتى يحلني رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم)، فقال (صلّى اللّه عليه و سلم): إنما فاطمة بضعة مني، و في رواية لابن النجار أن أبا لبابة عاهد الله تعالى أن لا يطأ بني قريظة أبدا، و قال:

لا يراني الله في بلد خنت الله و رسوله فيه أبدا، و أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) قال لما بلغه خبره- و كان قد استبطأه- «أما لو جاءني لاستغفرت الله له، فاما إذ فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه» فأنزلت توبته و رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في بيت أم سلمة، قالت:

فسمعت رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) من السحر يضحك، فقلت: مم تضحك أضحك الله سنك؟ قال:

تيب على أبي لبابة، قلت: أ لا أبشره بذلك يا رسول الله؟ قال: بلى إن شئت، فقامت على باب حجرتها قبل أن يضرب عليهن الحجاب فقالت: يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك، قال: فثار الناس إليه ليطلقوه، قال: لا و الله حتى يكون رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) هو الذي يطلقني بيده، فلما مر عليه خارجا إلى صلاة الصبح أطلقه.

و روى البيهقي في الدلائل عن سعيد بن المسيب قصة أبي لبابة في بني قريظة، و أنه تخلف في غزوة تبوك، فلما قفل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) جاءه يسلم عليه، فأعرض عنه، ففزع أبو لبابة، فارتبط بسارية التوبة التي عند باب أم سلمة زوج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) سبعا بين يوم و ليلة في حر شديد لا يأكل فيهن و لا يشرب قطرة.

و روى مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن أبا لبابة ارتبط إليها بسلسلة ربوض، و الربوض: الثقيلة [1]، بضع عشرة ليلة، حتى ذهب سمعه فما يكاد يسمع، و كاد بصره يذهب، و كانت ابنته تحله إذا حضرت الصلاة و إذا أراد أن يذهب لحاجته حتى يفرغ ثم تأتي به فيرده في الرباط كما كان.


[1] سلسلة ربوض: سلسلة ضخمة ثقيلة، و في الحديث: «أنه ارتبط بسلسلة ربوض إلى أن تاب الله عليه».

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست