responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 271

أيضا سور بعلبك، و كمل بناء سور المدينة، و هو سورها الموجود اليوم، و اسمه مكتوب على باب البقيع، و أما السور الذي داخل المدينة فإنما أحدثه الوزير جمال الدين محمد بن أبي منصور، و كان وزيرا لوالد الملك العادل يعني زنكي ثم استوزره بعد زنكي ولده غازي بن زنكي يعني أخا الملك العادل؛ فهذا يقتضي أن الملك العادل إنما كمل بناء السور الموجود اليوم فقط، و يبعده ما ذكره من بناء الجواد لسوره؛ فإنه لو كان السور المذكور موجودا لكان هو أكمله و لم ينشئ سورا غيره، و مدة بناء السورين المذكورين متقاربة كما يعلم مما قدمناه.

من مآثر الجواد الأصفهاني‌

و قال المجد: إن الشيخ شهاب الدين عبد الرحمن بن أبي شامة قال في كتابه ما صورته:

و من أعظم الأعمال التي عملها نفعا- يعني وزير الموصل جمال الدين الجواد- أنه بنى سورا على مدينة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، فإنها كانت بغير سور ينهبها الأعراب، و كان أهلها في ضنك و ضر معهم.

قال ابن الأثير: رأيت بالمدينة إنسانا يصلي الجمعة، فلما فرغ ترحم على جمال الدين و دعا له، فسألناه عن سبب ذلك، فقال: يجب على كل مسلم بالمدينة أن يدعو له؛ لأننا كنا في ضر و ضيق و نكد عيش مع العرب، لا يتركون لأحدنا ما يواريه و يشبع جوعته، فبنى علينا سورا احتمينا به ممن يريدنا بسوء، فاستغنينا، فكيف لا ندعو له؟ قال عقبه: قلت:

و هذا السور الذي بناه جمال الدين هو السور الثاني، و السور الذي بناه الملك العادل نور الدين هو السور الثالث، أي بحسب الزمان، و على كل منهما اسم بانيه على الأبواب، و أما السور الأول الذي بناه عضد الدولة فلم يبق منه أثر يعرف به مكانه، انتهى. هكذا نقلته من تاريخ المجد. و بقوله انتهى ظهر أن قوله قلت إلى آخره من كلام ابن أبي شامة، و يحتمل أن يكون من كلام ابن الأثير.

و قال المجد عقبه: قال: و كان الخطيب بالمدينة يقول في خطبته «اللهم صن حريم من صان حرم نبيك بالسور محمد بن علي بن أبي منصور» فلو لم يكن له إلا هذه المكرمة لكفاه فخرا، فكيف و قد أصابت صدقته تخوم الأرض شرقا و غربا و برا و بحرا؟

و أما شدة عنايته بأهل المدينة فكانت عظيمة، قال ابن الأثير: حكى لي بعض الصوفية ممن كان يصحب الشيخ عمر التشاي شيخ شيوخ الموصل قال: أحضرني الشيخ فقال لي:

انطلق إلى مسجد الوزير بظاهر الموصل و اقعد هناك، فإذا أتاك شي‌ء فاحفظه إلى أن أحضر عندك، ففعلت، فإذا قد أقبل جمع كثير من الحمالين يحملون أحمالا من النصافي و الخام، و إذا نائب جمال الدين قد جاء مع الشيخ و معهما قماش كثير و ثمانية عشر ألف دينار و عدة كثيرة من الجمال، فقال لي: تأخذ هذه و تسير إلى الرحبة و توصل هذه الرزمة و هذا الكتاب إلى‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست