نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 2 صفحه : 257
موضع زقاق ابن حيين كانت تقوم في الجاهلية و أول الإسلام، و كان يقال لذلك الموضع:
مزاحم.
و روى ابن شبة أيضا عن صالح بن كيسان قال: ضرب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قبة في موضع بقيع الزبير فقال: هذا سوقكم. فأقبل كعب بن الأشرف فدخلها و قطع أطنابها، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): لا جرم لأنقلنّها إلى موضع هو أغيظ له من هذا، فنقلها إلى موضع سوق المدينة، ثم قال: هذا سوقكم، لا تتحجروا، و لا يضرب عليه الخراج.
و عن أبي أسيد أن رجلا جاء إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: يا رسول اللّه إني قد رأيت موضعا للسوق، أ فلا تنظر إليه؟ قال: فجاء به إلى موضع سوق المدينة اليوم- أي في زمنهم- قال:
فضرب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) برجله و قال: هذا سوقكم؛ فلا ينقص منه، و لا يضربن عليه خراج.
و روى ابن زبالة عن عباس بن سهل عن أبيه أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أتى بني ساعدة فقال: إني قد جئتكم في حاجة تعطوني مكان مقابركم فأجعلها سوقا، و كانت مقابرهم ما حازت دار ابن أبي ذئب إلى دار زيد بن ثابت، فأعطاه بعض القوم، و منعه بعضهم، و قالوا: مقابرنا و مخرج نسائنا، ثم تلاوموا فلحقوه و أعطوه إياه، فجعله سوقا.
قلت: و سيأتي ما يبين أن دار ابن أبي ذئب و دار زيد بن ثابت كانتا في شرقي السوق، الأولى عند أثنائه مما يلي الشام، و الثانية عند أثنائه مما يلي القبلة؛ فليست المقابر المذكورة سوق المدينة كله، بل بعضه. و قد قدمنا في منازل بني ساعدة أن ابن زبالة نقل أن عرض سوق المدينة ما بين المصلى إلى جرار سعد، و هي جرار كان يسقي الناس فيها الماء بعد موت أمه، و قدمنا أن الذي يترجح أن المصلى حده من جهة القبلة، و أن جرار سعد حده من جهة الشام؛ فتكون جرار سعد قرب ثنية الوداع، و قد قوى الآن ذلك عندي جدّا، لما سيأتي في ذكر دار هشام.
و روى ابن شبة أيضا و ابن زبالة عن محمد بن عبد اللّه بن حسن أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) تصدق على المسلمين بأسواقهم.
و روى ابن زبالة عن خالد بن الياس العدوي قال: قرئ علينا كتاب عمر بن عبد العزيز بالمدينة: إنما السوق صدقة فلا يضربن على أحد فيه كراء.
و عن ابن أبي ذئب أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) مرّ على خيمة عند موضع دار المنبعث فقال: ما هذه الخيمة؟ فقالوا: خيمة لرجل من بني حارثة كان يبيع فيها التمر، فقال: حرقوها، فحرقت. قال ابن أبي ذئب: و بلغني أن الرجل محمد بن مسلمة.
و روى ابن شبة عن أبي مردود عبد العزيز بن سليمان أن عمر بن الخطاب رأى كير حداد في السوق، فضربه برجله حتى هدمه، و قال: أ تنتقص سوق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)؟
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 2 صفحه : 257