responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 248

و فيما قدمناه ما يبين أنه كان في شرقي المسجد في ناحية موضع الجنائز، و ظاهر كلام ابن زبالة و ابن شبة أن أول حدوثه في زمن معاوية (رضي الله عنه)؛ فإنهما رويا عن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد اللّه قال: بلّط مروان بن الحكم البلاط بأمر معاوية (رضي الله عنه)، و كان مروان بلط ممر أبيه الحكم إلى المسجد، و كان قد أسن و أصابته ريح، فكان يجر رجليه فتمتلئان ترابا، فبلطه مروان بذلك السبب، فأمره معاوية بتبليط ما سوى ذلك مما قارب المسجد ففعل، و أراد أن يبلط بقيع الزبير فحال ابن الزبير بينه و بين ذلك، و قال:

تريد أن تنسخ اسم الزبير، و يقال: بلاط معاوية؟ قال: فأمضى مروان البلاط، فلما حاذى دار عثمان بن عبيد اللّه ترك الرحبة التي بين يدي داره فقال له عبد الرحمن بن عثمان: لئن لم تبلّطها لأدخلنها في داري، فبلطها مروان.

و اقتصر عياض في بيان البلاط على ما في غربي المسجد منه، فقال: البلاط موضع مبلط بالحجارة بين المسجد و السوق بالمدينة، انتهى.

و قد تبع في ذلك أبا عبيد البكري، و فيه نظر؛ لأن مقتضى الأحاديث المتقدمة إرادة ما في شرقي المسجد منه، و مع ذلك فهو في شرقي المسجد و غربيه و الشام.

و قال ابن شبة: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا من يوثق به من أهل العلم أن الذي بلط حوالي مسجد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بالحجارة معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنهما)، أمر بذلك مروان بن الحكم، و ولي عمله عبد الملك بن مروان، و بلط ما حول دار عثمان بن عفان الشارعة على موضع الجنائز.

حدود البلاط

و حدّ ذلك البلاط الغربي: ما بين المسجد إلى خاتم الزوراء عند دار العباس بن عبد المطلب بالسوق. و حده الشرقي إلى دار المغيرة بن شعبة (رضي الله عنه) التي في طريق البقيع من المسجد. و حده اليماني إلى حد زاوية دار عثمان بن عفان الشارعة على موضع الجنائز.

و حده الشامي وجه حش طلحة خلف المسجد، و هو في المغرب أيضا إلى حد دار إبراهيم ابن هشام الشارعة على المصلي.

و للبلاط أسراب ثلاثة تصب فيها مياه المطر؛ فواحد بالمصلى عند دار إبراهيم بن هشام، و آخر على باب الزوراء عند دار العباس بن عبد المطلب بالسوق، ثم يخرج ذلك الماء إلى ربيع في الجبانة عند الحطابين، و آخر عند دار أنس بن مالك في بني جديلة عند دار بنت الحارث، اه.

و يؤخذ من ذلك أن البلاط كان من المغرب فيما بين المسجد و بين الدور المطيفة به.

و يمتد البلاط الآخر من باب الرحمة إلى أن يصل إلى الصواغ و سوق العطارين اليوم،

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست