responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 215

المدرسة الشهابية، و الذي يقابل هذا الباب اليوم من دار عثمان رباط أنشأه جمال الدين محمد بن أبي المنصور الأصفهاني المعروف بالجواد وزير بني زنكي.

قال المطري: وقفه على فقراء العجم، و جعل له فيه تربة لها شباك في جهة الشباك المتقدم ذكره في مقابلة القبر الشريف. و لما مرض و هو في السجن قال للشيخ أبي القاسم الصوفي: كنت أخشى أن أنقل من الدست إلى القبر، يعني أنه فرح بأن يأتيه الموت و هو على تلك الحالة، و قال له: إن بيني و بين أسد الدين شركوه- يعني عم صلاح الدين بن أيوب- عهدا أن من مات قبل صاحبه حمله صاحبه الحي إلى المدينة الشريفة فدفنه فيها في التربة التي عملها، فإن أنا مت فامض إليه فذكره، فلما توفي سار الشيخ إلى أسد الدين في هذا المعنى، فأعطاه مالا صالحا ليحمله به إلى مكة و المدينة الشريفتين، و أمر أن يحج معه جماعة من الصوفية، و من يقرأ بين يدي تابوته عند النزول و الرحيل و قدوم مدينة تكون في الطريق، و ينادى بالصلاة عليه في البلاد، فلما كان في الحلة اجتمع الناس للصلاة عليه، فإذا شاب قد ارتفع على موضع عال و نادى بأعلى صوته:

سرى نعشه فوق الرقاب، و طالما * * * سرى جوده فوق الركاب و نائله‌

يمرّ على الوادي فتثني رماله‌ * * * عليه، و بالنادي فتثنى أرامله‌

فلم ير باك أكثر من ذلك اليوم، ثم وصلوا به إلى مكة فطافوا به حول الكعبة، وصلوا عليه بالحرم، و حملوه إلى المدينة فصلوا عليه و دفنوه بتربته المذكورة.

و كانت وفاته في سنة تسع و خمسين و خمسمائة، و كان له آثار حسنة سيما بالحرمين الشريفين، و عمل للمدينة الشريفة السور الآتي ذكره، و سنذكر هناك شيئا من ترجمته.

و في قبلة رباطه من دار عثمان أيضا تربة اشترى أرضها أسد الدين شيركوه بن شاذي عم السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي، و حمل إليها هو و أخوه نجم الدين أيوب والد صلاح الدين بعد موتهما و دفنا فيها سنة ست و سبعين و خمسمائة، و توهم الذهبي أنهما دفنا بالبقيع فجزم به في العبر.

و بقية دار عثمان من القبلة دار إلى جانب هذه التربة موقوفة على خدام الحرم الشريف يسكنها مشايخهم، و هذه دار عثمان الكبرى المقابلة لهذا الباب، و سيأتي ذكر داره الصغرى التي في موضعها رباط المغاربة. و يعرف هذا الباب أيضا بباب جبريل (عليه السلام).

قلت: و لم يبينوا سبب تسميته بذلك، و لعل سببها ما سبق في الفصل الرابع و العشرين من قول أبي غسان: إن علامة مقام جبريل التي يعرف بها اليوم أنك تخرج من الباب الذي يقال له باب آل عثمان فترى على يمينك إذا خرجت من ذلك الباب على ثلاثة أذرع و شبر و هو من الأرض على نحو من ذراع و شبر حجرا أكبر من الحجارة التي بها جدار المسجد،

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست