responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 209

زماننا مائتا قنديل و ستة و خمسون قنديلا، هذه الدائمة، و نحو المائة قنديل يسرجونها في بعض الأوقات، و يجعلون في كل قنطرة من القناطر التي تلي صحن المسجد من مقدمه و جنبتيه ثلاثة قناديل، و يقتصرون في بعض الأوقات على واحد في كل قنطرة كما في القناطر التي في مؤخر المسجد، سيما إذا قلّ عندهم الزيت، و حدث بعد الحريق الثاني زيادة سلاسل كثيرة معدة لتعليق القناديل بها، و بصحن المسجد أربعة مشاعيل اثنان في جهة القبلة و اثنان في جهة الشام، و كل واحد كالأسطوانة، و بأعلاه مسرجة عظيمة تشعل في ليالي الزيارات المشهورة، و لا أدري ابتداء حدوث ذلك، و يزيدون تنانير و بزاقات في مقدم الروضة و ما حولها، و يحتفلون بذلك سيما في ليلة سبع و عشرين من رمضان، و يسرجون في كل ليلة منه نحو أربعين شمعة، و يضعونها على شمعدانات كبار في قبلة الروضة و الحجرة، و في غربي المنبر، و بعضها في محراب الحنفية الآتي ذكره.

و للمسجد فوانيس عدتها ستة، يطوف بها الخدام بعد صلاة العشاء الآخرة لإخراج الناس من المسجد عند غلق أبوابه، و لا يدعون به إلا الخدام و من له نوبة من أرباب وظائفه.

و ذكر البدر بن فرحون في ترجمته شبل الدولة كافورا المظفري شيخ الخدام المعروف بالحريري أن من آثاره الحسنة تبطيل الطوف بالشعل من جريد النخل و تبديلها بالفوانيس التي يطوفون بها اليوم كل ليلة، و ذلك أنهم كانوا قبل الحريري و صدرا من ولايته يأخذ عبيد الخدام و بعض الفراشين شعلا من سعف النخل فيطوفون بها عوض الفوانيس اليوم يجرون بها كأشد ما يكون من الجري، فإذا وصلوا باب النساء خرجوا بها و خبطوا ما بقي معهم منها، و كانت تسود المسجد و تسود بابه أيضا، و فيها من البشاعة ما لا يخفى، فأمر بالفوانيس عوضها (رحمه الله) تعالى.

في صحن المسجد نخيل مغروسة

و بصحن المسجد نخيل مغروسة، و لم أدر ابتداء حدوث ذلك، إلا أن ابن جبير قال في رحلته عند ذكر القبة التي بصحن المسجد ما لفظه: و بإزائها في الصحن خمس عشرة نخلة، انتهى.

و قال البدر ابن فرحون: إن أول من أدرك من مشايخ الخدام الشيخ عزيز الدولة، قال: و في أيامه غرس كثير من هذا النخل الذي بالمسجد اليوم، و كان منه شي‌ء قبل العزيزي، و مات أكثره، انتهى.

و ذكر المجد عزيز الدولة و قال: إن غرس أكثر هذا النخل كان في زمانه، ثم قال:

و كأنه لم يتعرض أحد لإنكار هذه البدعة إجلالا لشأنه، أو خوفا من لسانه، أو تمكينا له من‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست