responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 17

سنة عشرين و ثمان مائة؛ فهذا هو المعتمد، لكن لم يطلع ابن حجر على ما ذكره المراغي من منبر الظاهر برقوق، و جعل إتيان منبر المؤيد هذا بدلا عن منبر الظاهر بيبرس، و كلام المراغي أولى بالاعتماد في ذلك؛ فإنه كان بالمدينة حينئذ، و على هذا فمدة الخطبة على منبر الظاهر برقوق ثلاث أو أربع و عشرون سنة، ثم وضع منبر المؤيد.

و أخبرني السراج النفطي أنه صنعه أهل الشام، و جاءوا به المؤيد ليجعله بمدرسته المؤيدية، فوجدوا أهل مصر قد صنعوا لها منبرا، فجهز المؤيد منبر أهل الشام إلى المدينة الشريفة، و قال لي الجمال عبد الله بن صالح: شاهدت وضعه موضع المنبر الذي كان قبله.

قلت: و يدل على صحة ذلك ما قدمناه من اختبار ذرع ما بينه و بين المصلى الشريف؛ إذ المنقول أن بينهما أربعة عشر ذراعا و شبرا، و قد اختبرته من ناحية المصلى الشريف إلى ما حاذاه من المنبر في المغرب فكان كذلك؛ فوضعه من هذه الجهة صحيح لا شك فيه، و أما من جهة القبلة فقد قال المطري: إن المنبر الذي أدركه بينه و بين الدرابزين الذي في قبلة الروضة مقدار أربعة أذرع و ربع ذراع، و قد ذكر الزين المراغي في كتابه ما ذكره المطري من الذرع، و لم يتعقبه؛ فاقتضى أن المنبر الذي تقدم وضعه في زمنه وضع موضع المنبر الذي كان في زمان المطري، و أقر أيضا قول المطري في حدود المسجد أن المنبر لم يغير عن منصبه الأول.

و قد ذكر ابن جماعة أيضا ذرع ما بين المنبر و الدرابزين، و هو يعني المنبر الموجود زمن المطري، فقال: إن بينهما ثلاثة أذرع بذراع العمل، و هو أزيد مما ذكره المطري بربع ذراع راجح؛ لأن ذراع العمل كما تقدم ذراع و نصف، و كأن المطري يعني ذراع المدينة اليوم كما يؤخذ من كلام المراغي فيوافق كلام ابن جماعة، و الذي بين هذا المنبر الموجود اليوم و بين الدرابزين المذكور ذراعان و ثلث بذراع العمل، و ذلك ثلاثة أذرع و نصف من الذراع الذي قدمنا أنه المراد عند الإطلاق؛ فيحتمل أن يكون هذا المنبر مقدم الوضع لجهة القبلة على المنبر الذي كان قبله، و هو مقتضى ما نقله الأثبات، لكني أستبعده للأخبار ممن لقيناه بوضعه موضع ذاك.

ثم تبين عند انكشاف الدكة التي تقدم ذكرها من آثار المنبر المحترق قديما ما علمنا به صواب ما ذكره المطري و غيره أن هذا المنبر مقدم الوضع على الذي قبله من جهة القبلة بما يقرب من ذراع، و كذا ظهر زيادته من جهة الشام أيضا على الدكة الأصلية المتقدم وصفها بقريب من ذراع، و وجد محرفا عنها من طرفه الشامي نحو المغرب قدر شبر لما فيها من التيامن الذي تقدمت الإشارة إليه في التنبيه الثالث من الفصل قبله، و كنت قد أيدت وضعه بكونه أقرب إلى ما ورد فيما كان بين المنبر و الجدار القبلي كما سيأتي فانكشف الحق لذي‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست