responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 153

النبي العظيم و القيام بما وجب على الأمة من تعظيمه و تعظيم قبره الشريف هو إزالة ذلك عنه و قمّه من حجرته الشريفة، حتى اتفقت العمارة الآتي بيانها، و لم يكن تأليفي السابق سببا في شي‌ء من ذلك كما سيأتي بيانه، حتى إني لم أطلع عليه متولي العمارة إلا بعد هدمه لشي‌ء من جدار الحجرة، فلما نقبوا الجدار الظاهر شاهدت بين الجدارين في الفضاء الذي خلف الحجرة أمرا مهولا من الهدم الذي خص ذلك الموضع، فإنه كما سيأتي كان فيه نحو القامة، فعلمت أن أهل ذلك الزمان لم يتركوه إلا لعلمهم بأن إزالته لا تتأتى إلا بانتهاك الحرمة، فتوقفوا في ذلك، فجزاهم اللّه تعالى خيرا، و ما كنت أعتقد إلا أنه أمر خفيف يتأتى قمّه مع رعاية الأدب، فوجدته أمرا مهولا معظمه ردم سقف المسجد الأعلى و ما بين السقفين من البناء الذي على رءوس السواري و غير ذلك، و لذلك استخرت اللّه تعالى في عدم حضور ذلك عند إخراجه، و وقفت بين يدي النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و سألت منه المدد في أن يوفقني اللّه تعالى لما يرضيه في ذلك، فحفظني اللّه من حضور ذلك.

و قال المطري عقب قوله و لم يتعرضوا له و لا حركوه: إنهم أعادوا سقفا فوقه على رءوس السواري التي حول الحجرة الشريفة؛ فإن الحائط الذي بناه عمر بن عبد العزيز حول بيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بين هذه السواري التي حول بيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) لم يبلغ به السقف.

قلت: تبع المطري على ذلك من جاء بعده، فتوافقوا على أنهم لم يجعلوا للحجرة بعد الحريق سقفا؛ لأن السقف الذي على رءوس السواري هو سقف المسجد، فاقتضى ذلك أنهم جعلوا سقف المسجد سقف الحجرة، و ذكروا أنهم أداروا الشباك على رأس جدار عمر بن عبد العزيز حتى بلغوا به سقف المسجد؛ و أول شي‌ء ابتدءوا به من سقف المسجد ما حاذى الحجرة الشريفة منه، و فيه مخالفة لما شاهدناه في العمارة الآتي بيانها، فإنهم وجدوا عليها سقفا مربعا على جدارها الداخل، و يتصل بالخارج من المشرق و المغرب، و هو دوين رأس الجدار الخارج بنحو شبر، ثم تبين عند كشفه آثار السقف المنهدم و أن أخشابه كانت في الجدار الداخل، و لم يعيدوا هذا السقف المجدد موضع الأول؛ لأنه لا يتأتى إلا بهدم سترته و إصلاح أماكن لرؤوس الخشب، فتركوا ذلك تأدبا و احتراما، و وضعوا ذلك السقف على أعلى سترة الجدار، و بنوا فوقه سترة لطيفة، و جعلوا على ذلك السقف ستارة من المحابس اليمنية المبطنة بقماش أزرق مربوطة بمقط في الشباك الذي بأعلى الحائز الظاهر، و ليس ذلك السقف مطينا، و هو سقف محكم من ألواح ثخينة جدا من الساج الهندي، و سمروا بعضها إلى بعض على قوائم من خشب، و جعلوه أربع قطع كل قطعة كالباب العظيم، و جعلوا عند ملتقى كل قطعتين من تلك القطع مقصاة من حديد، و كلّبوا بعضها إلى بعض تكليبا محكما، و جعلوا تحت ثلاث جزم من الساج الهندي تحمله، و أوصلوا أطراف تلك الألواح بالجدار

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست