responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 152

ما أصبح الحرم الشريف محرّقا * * * إلا لسبكم الصحابة فيه‌

قلت: و هذا لأن الاستيلاء على المسجد و المدينة كان في ذلك الزمان للشيعة و كان القاضي و الخطيب منهم، حتى ذكر ابن فرحون أن أهل السنة لم يكن أحد منهم يتظاهر بقراءة كتب أهل السنة.

قال المؤرخون: و لم يسلم سوى القبة التي أحدثها الناصر لدين اللّه لحفظ ذخائر الحرم مثل المصحف الكريم العثماني و عدة صناديق كبار متقدمة التاريخ صنعت- يعني تلك الصناديق- بعد الثلاثمائة، و هي باقية إلى اليوم، يعني في زمانهم، و ذلك لكون القبة المذكورة بوسط صحن المسجد و ببركة المصحف الشريف العثماني.

و كانت عمارة القبة المذكورة- على ما ذكره ابن فرحون- سنة ست و سبعين و خمسمائة.

قالوا: و بقيت سواري المسجد قائمة كأنها جذوع النخل إذا هبت الرياح تتمايل، و ذاب الرصاص من بعض الأساطين فسقطت، و وقع السقف الذي كان على أعلى الحجرة على سقف بيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فوقعا جميعا في الحجرة الشريفة و على القبور المقدسة. و عبارة الذهبي و تبعه التقي السبكي: فوقع بعض سقف الحجرة، و كل ذلك قبل أن ينام الناس، و أصبحوا يوم الجمعة فعزلوا موضعا للصلاة، و كتب بذلك للخليفة المستعصم بالله أبي أحمد عبد الله بن المستنصر بالله في شهر رمضان، فوصلت الآلات صحبة الصناع مع ركب العراق في الموسم، و ابتدئ بالعمارة أول سنة خمس و خمسين و ستمائة.

الشروع في العمارة بعد الحريق‌

قال المطري: و لما شرعوا في العمارة قصدوا إزالة ما وقع من السقوف على القبور الشريفة فلم يجسروا على ذلك، و اتفق رأي صاحب المدينة يومئذ- و هو الأمير منيف بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهني الحسيني- و رأى أكابر أهل الحرم الشريف من المجاورين و الخدام أن يطالع الإمام المستعصم بذلك ليفعل ما يصل به أمره، فأرسلوا بذلك، و انتظروا الجواب، فلم يصل إليهم جواب لاشتغال الخليفة و أهل دولته بإزعاج التتار لهم، و استيلائهم على أعمال بغداد في تلك السنة، فتركوا الردم على ما كان عليه، و لم ينزل أحد هناك، و لم يتعرضوا له و لا حركوه.

و عبارة المجد الشيرازي: فتركوا الردم على ما كان عليه، و لم يجسر أحد على التعرض لهذه العظيمة التي دون مرامها تزل الأقدام، و لا يتأتى من كل أحد بادئ بدئه الدخول فيه و الإقدام.

قلت: و قد كنت في تعجب عظيم من أهل ذلك الزمان في تركهم لذلك، و ألفت كتابا سميته «الوفا، بما يجب لحضرة المصطفى» بينت فيه أن الواجب في سلوك الأدب مع هذا

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست