responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 145

وضع بهذه القبة ما تجمد من مصاريف حب السماط المجدد، فاجتمع بها نحو ثلاثة عشر ألف دينار، فاتفق أن أمير المدينة حسن بن زبيري المنصوري حضر بجماعة مع الاستعداد بالأسلحة و السيوف المسلولة؛ فدخل المسجد الشريف على تلك الحالة وقت الظهر من سادس ربيع الأول عام أحد و تسعمائة، و أمر خازندار الحرم الشريف بإحضار مفاتيح الحاصل المذكور، فامتنع من ذلك، فضربه ضربا مبرحا، ثم عمد إلى باب الحاصل المذكور و أحضر فأسا و كسره و أخذ جميع ما فيه من النقد و القناديل و السبائك، فحمل منه ثلاثة أحمال على فرسين و بغل و غرائر تسع على ظهور الحمالين، ثم ذهب إلى حصنه و أحضر الصياغ و سبك تلك القناديل، و ذكر أنه صنع ذلك رغبة عن إمرة المدينة؛ لأن ولايته كانت بطريق النيابة عن السيد الشريف محمد بن بركات لتفويض السلطان الأشرف إليه أمر الحجاز و أن المشار إليه صار يأخذ حصته مما يحمل له من الإقطاع و من الصدقات، و عطل عليه أهل مصر بعض إقطاعه، فحمله ذلك على ما سبق.

حكم معاليق المسجد النبوي‌

أما حكم هذه المعاليق و نحوها من تحلية الصندوق المتقدم ذكره و القائم الذي بأعلاه فحكم معاليق الكعبة الشريفة و تحليتها، و قد تكلم السبكي في حكم قناديل الكعبة و حليتها و القناديل التي حول الحجرة الشريفة، و ألّف في ذلك كتابا سماه «تنزل السكينة، على قناديل المدينة» فأورد حديث البخاري و غيره في كنز الكعبة و ما تضمنه من إقرار النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) له بمحله، ثم أبي بكر بعده، و رجوع عمر (رضي الله عنه) لذلك لما ذكره به ابن شبة، و قال:

هما المرآن يقتدي بهما، قال: فهذا الحديث عمدة في مال الكعبة، و هو ما يهدى إليها أو ما ينذر لها و ما يوجد فيها من الأموال.

قال ابن بطال: أراد عمر إنفاقه في منافع المسلمين، ثم لما ذكر أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) لم يتعرض له أمسك، و إنما ترك ذلك و اللّه أعلم لأن ما جعل في الكعبة و سبّل لها يجري مجرى الأوقاف؛ فلا يجوز تغييره عن وجهه، و في ذلك تعظيم للإسلام و ترهيب للعدو.

قلت: قد تعقب ذلك الحافظ ابن حجر باحتمال أن يكون النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إنما تركه رعاية لقلوب قريش، كما ترك بناء الكعبة على قواعد إبراهيم، و يؤيده ما وقع عند مسلم في بعض طرق حديث عائشة (رضي الله عنه) و لفظه «لو لا أن قومك حديثو عهد بكفر لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله، و لجعلت بابها بالأرض» الحديث، فهذا التعليل هو المعتمد.

قلت: لكن قد يقال: حيث تركه النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) لهذه العلة ثم تركه أبو بكر ثم عمر بعد الهم به و رجوعه عن ذلك ثم من بعده فهو إجماع على تركه؛ فلا نتعرض له؛ لما يترتب عليه من الشناعة و اللّه أعلم.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست