responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 131

النسائي شيخ شيوخ الصوفي بالموصل، و كان مجاورا بالمدينة، فذكروا ذلك له، فذكر أن به فتقا و الريح و البول يحوجه إلى دخول الغائط مرارا، فالزموه، فقال: أمهلوني حتى أروض نفسي، و قيل: إنه امتنع من الأكل و الشرب و سأل النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إمساك المرض عنه بقدر ما يبصر و يخرج، ثم إنهم أنزلوه في الحبال من الخوخة إلى الحظير الذي بناه عمر، و دخل منه إلى الحجرة و معه شمعة يستضي‌ء بها فرأى شيئا من طين السقف قد وقع على القبور، فأزاله و كنس التراب بلحيته، و قيل: إنه كان مليح الشيبة، و أمسك اللّه تعالى ذلك الداء قدر ما خرج من الموضع و عاد إليه، و هذا ما سمعته من أفواه جماعة، و اللّه أعلم بحقيقة الحال في ذلك.

و عبارة المراغي تبعا للمطري في النقل عن ابن النجار: فأنزلوه بالحبال من بين السقفين من الطابق المذكور، و نزل بين حائط النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و بين الحائز و معه شمعة يستضي‌ء بها، و مشى إلى باب البيت، و دخل من الباب إلى القبور المقدسة، فرأى شيئا من الردم، إما من السقف أو من الحيطان إلى آخره.

قلت: و هذا لا يطابق ما ذكره ابن النجار و عليه رتب المراغي إشكاله الآتي بيانه.

ثم قال ابن النجار: و في شهر ربيع الآخر من سنة أربع و خمسين و خمسمائة في أيام قاسم أيضا وجدوا من الحجرة رائحة منكرة، و كثر ذلك حتى ذكروه للأمير، فأمرهم بالنزول إلى هناك، فنزل بيان الأسود الخصي أحد خدام الحجرة، و معه الصفي الموصلي متولي عمارة المسجد، و نزل معهما هارون الشادي الصوفي بعد أن سأل الأمير في ذلك، و بذل له جملة من المال، فلما نزلوا وجدوا هرا قد هبط و مات و جيف، فأخرجوه، و كان في الحائز بين الحجرة و المسجد.

و قال المراغي و غيره في النقل عن ابن النجار: فوجدوا هرا قد سقط من الشباك الذي في أعلى الحائز، و وقع بين الحائز و بيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم).

و قال ابن النجار: و كان نزولهم يوم السبت الحادي عشر من ربيع الآخر، و من ذلك التاريخ إلى يومنا هذا لم ينزل أحد إلى هناك، فاعلم ذلك، انتهى.

فهذا يخالف ما نقله الأقشهري عن ابن عاث؛ لاقتضائه أن تلك الواقعة في سنة سبعين و خمسمائة أو ما قاربها، و الظاهر أن القضية واحدة، و لم نجد من دونها فنقل كل منهما بحسب ما بلغه.

و قال الزين المراغي عقب ذكره للواقعة الأولى التي حكاها ابن النجار المتضمنة للدخول إلى القبور الشريفة ما لفظه: و ينبغي تأمل هذا النقل؛ لأن الوصول إلى القبور الشريفة متعذر، إن كان الجدار الذي أحدثته عائشة المتقدم ذكره باقيا، فإن جاء نقل بإزالته و بإمكان الاستطراق معه من باب أو نحوه فهو واضح، و إلا ففيه نظر.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست