responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 106

و أراده، و شاور فيه، و كتب إليه الحسن بن زيد يصف له ناحية موضع الجنائز، و يقول: إن زيد في المسجد من ناحيته الشرقية توسط قبر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) المسجد، فكتب إليه أبو جعفر: إني قد عرفت الذي أردت، فاكفف عن ذكر دار الشيخ عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، فتوفي أبو جعفر و لم يزد فيه شيئا، ثم حج المهدي- يعني ابن أبي جعفر- سنة ستين و مائة، فقدم المدينة منصرفه عن الحج، فاستعمل عليها جعفر بن سليمان سنة إحدى و ستين و مائة، و أمر بالزيادة فيه، و ولّى بناءه عبد اللّه بن عاصم بن عمر بن عبد العزيز و عبد الملك ابن شبيب الغساني، فمات ابن عاصم، فولي مكانه عبد اللّه بن موسى الحمصي، و زاد فيه مائة ذراع من ناحية الشام، و لم يزد في القبلة و لا في المشرق و المغرب شيئا، و ذلك عشر أساطين في صحن المسجد إلى سقائف النساء، و خمسا سقائف النساء الشامية.

و روى يحيى ذلك من طريق ابن زبالة و غيره، و قال في رواية له عقب قوله و استعمل عليها جعفر بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس: و أمره بالزيادة في مسجد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و ولاه بناءه هو و عبد اللّه بن عاصم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان و عبد الملك بن شبيب الغساني من أهل الشام، فزيد في المسجد من جهة الشام إلى منتهاه اليوم، و كانت زيادته مائة ذراع، و لم يزد فيه من المشرق و لا المغرب و لا القبلة شيئا.

قلت: ما روياه من أنه زاد في مؤخر المسجد مائة ذراع يخالفه ما تقدم في زيادة الوليد أنه جعل طوله مائتي ذراع؛ لأنه يقتضي أن يكون طول المسجد بعد زيادة المهدي ثلاثمائة ذراع، و طول المسجد اليوم على ما صرح به ابن زبالة مائتا ذراع و أربعون ذراعا، و قد اختبرته فزاد على ذلك ثلاثة عشر ذراعا كما سيأتي، و مع ذلك فهو مؤيد لما قدمناه من الاحتمال المتبادر إلى الفهم في الرواية المتقدمة في زيادة الوليد المقتضي لأن نهاية المسجد من جهة الشام في زمنه كانت بعد أربع عشر أسطوانة من مربعة القبر، و منها إلى آخر المسجد أربع و عشرون أسطوانة فإذا أسقطنا من ذلك أربع عشرة للوليد بقي عشرة أساطين و قدرها نحو مائة ذراع، و هذا معنى قوله في الرواية المتقدمة «و ذلك عشر أساطين في صحن المسجد إلى سقائف النساء» أي إلى آخر سقائف النساء، و هي المسقف الشامي، و قوله «و خمس في السقائف» أي من العشرة المذكورة، مع أنه يقتضي أن المهدي جعل المسقف المذكور خمس أساطين، و هذا كان في ذلك الزمان كما سنوضحه، و هو اليوم أربع فقط، و قد قدمنا ترجيح أن المراد مما ذكر في زيادة الوليد أنه جعل أربع فقط، و قد قدمنا ترجيح طأن المراد مما ذكر في زيادة الولدي أنه جعل أربع عشرة أسطوانة في الرحبة بما فيها من أربع أساطين في السقائف التي كانت أولا، و أنه جعل السقائف الشامية في زمنه بعد الأربع عشرة المذكورة؛ لموافقة ما ذكره في ذرع المسجد في زمنه و لما ذكر في زيادة عثمان (رضي الله عنه) من أنه‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست