responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 269

المسجد في موضع مجلس بني عبد الرحمن بن الحارث، و أن عائشة (رضي الله عنها) كانت ترجل رأسه و هو معتكف في المسجد و هي في بيتها، و كان مالك بن أنس يقول: الجدار من المشرق في حد القناديل التي بين الأساطين التي في صفها أسطوان التوبة و بين الأساطين التي تلي القبر، و أرفه عمر بن عبد العزيز من ورائها في الأسطوانة التي تلي القبر.

قلت: ما نقله عن مالك صريح فيما قدمناه من أن جدار المسجد الشرقي كان فيما بين الأساطين اللاصقة بالقبر و بين الأساطين المقابلة لها؛ فيكون في محاذاة القناديل الآخرة من القبلة إلى الشام فيما بين هذه الأساطين، و يكون عمر بن عبد العزيز أخره إلى الأسطوان اللاصق بجدار القبر، و سيأتي ما يصرح بذلك من كلام المحاسبي أيضا و أما قوله: «و احتجوا إلى آخره» فوجه الاحتجاج أن معتكفه (صلّى اللّه عليه و سلم) كان لاصقا بحجرته، بحيث إن عائشة (رضي الله عنها) كانت ترجل رأسه و هو في معتكفه و هي في بيتها، و لهذا أورد ابن زبالة عقبه حديث «كان يدنو مني و أنا حائض فأرجله و هو في المسجد» و مجلس بني عبد الرحمن بن الحارث الذي ذكره ابن زبالة لا يعرف اليوم، و روى ابن زبالة و يحيى في بيان معتكفه (صلّى اللّه عليه و سلم) أشياء سنذكرها إن شاء الله تعالى، و المناسب لما نحن فيه منها: أنه كان للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) سرير من جريد فيه سعفه يوضع بين الأسطوان التي و جاه القبر و بين القناديل، كان يضطجع عليه (صلّى اللّه عليه و سلم) و قوله: «التي و جاه القبر» يريد به المواجهة له، و هي اللاصقة بشباك الدائر على الحجرة اليوم في صف أسطوان التوبة، بل قيل: إنها أسطوان التوبة كما سيأتي، و هذا مطابق لما ذكره مالك من أن الجدار كان في حد القناديل المذكورة.

و أسند ابن زبالة أيضا عن غير واحد من أهل العلم أن مسجد رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) كان ثلاث أساطين عن يمين المنبر و أنت مستقبل القبلة في موضع معتكف حسن بن زيد الذي كان يعتكف فيه، و من الشق الآخر إلى أسطوان التوبة، و كان ذرعه من المشرق إلى المغرب ثلاثة و ستين ذراعا، و قال عبد الرحمن بن سعد عن أشياخه: كان خمسين في خمسين.

قلت: فيكون الحجر التي في شرقي المسجد أدخلت بعد أو بعضها في الزيادة الآتية أو أنها لم تستقر في شرقيه إلا بعد ذلك.

ثم قال ابن زبالة: قالوا: و علامة مسجد رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم)- أي الذي بني عند مقدمه من مكة- و ذكر علامات كانت في السقف المحترق و الفسيفساء التي زالت فلا تعرف اليوم، ثم قال: و علامة مسجد رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) الذي بني عند مقدمه من خيبر قالوا: ترك رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) المسجد من القبلة في تلك البنية في حده الأول، و زاد فيه من ناحية

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست