responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 267

من المنبر في جهة المغرب، و ذرعته بذراع اليد الذي حررناه فكان خمسا و ستين ذراعا، و هو مطابق لما قاله ابن جماعة و لما اختبرناه بذراع العمل؛ لأن ذراع العمل ذراع و ثلث من ذراع الحديد المستعمل بمصر، و ذلك اثنان و ثلاثون قيراطا، و الذراع الذي حررناه أحد و عشرون قيراطا، فذراع العمل ذراع و نصف قيراط بالذراع الذي حررناه، و قد مال المراغي إلى اعتبار التحديد بهذه الأسطوانة- أعني الثانية من المنبر- فإنه ذكر عدم وجود البلاط اليوم، ثم قال: لكني اعتبرت ذرعه من المشرق إلى المغرب على رواية يحيى ثلاثة و ستين، و هي من أقل الروايات؛ فكان من جدار الحجرة الشريفة يعني الحائز الظاهر إلى الأسطوانة الثانية من المنبر لا التي بعده ستون ذراعا تقريبا، قال: و على هذا يكون عرض جدار عمر بن عبد العزيز و ما بينه و بين جدار الحجرة الشريفة الأصلي ثلاث أذرع تقريبا، انتهى. و لا يخفى ما فهم؛ لأنه جعل المسافة المذكورة ستين ذراعا تقريبا و هي خمسة و ستون تحريرا، و تبع من تقدمه من المؤرخين في ثبات فضاء بين حائز عمر بن عبد العزيز و جدار الحجرة، فخمن أن ذلك مع عرض الحائز ثلاثة أذرع، و قد علمت أن عرض الحائز ذراع و ربع يرجح يسيرا، و ليس بينه و بين جدار الحجرة شي‌ء.

و قد روى ابن زبالة و يحيى من طريقه أشياء في تحديد المسجد و ذرعه يقتضي أن جدار المسجد الشريف في زمنه (صلّى اللّه عليه و سلم) من جهة المشرق لم ينته إلى حائز عمر بن عبد العزيز، بل الحائز و بعض ما يليه من المغرب في موضع حجرة عائشة (رضي الله عنها)، و أن جدار حجرة عائشة كان فيما بين الأساطين اللاصقة بجدار القبر و بين الأساطين التي بينها المقصورة الدائرة على الحجرة الشريفة، و أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) كان قد بنى المسجد أولا و جعله ثلاث أساطين عن يمين المنبر في المغرب و ثلاث أساطين عن يساره في المشرق، و أن نهايته من جهة المشرق كانت أولا أسطوان التوبة؛ لأنها تكون في موضع الجدار بعد الأساطين الثلاث، و أن مساحة ذلك من المشرق إلى المغرب ثلاث و ستون ذراعا، و قيل:

خمس و خمسون، و أنه زاد فيه بعد ذلك من المشرق و المغرب، و مع ذلك لم ينته زيادته في المشرق إلى موضع حائز عمر بن عبد العزيز، و أنه لم يزد فيه من جهة القبلة و لا من جهة الشام.

قلت: و هو موافق لما روى أنه كان مائة ذراع كما سنبينه، و يرجحه عندي أن المنبر الشريف يكون حينئذ متوسطا للمسجد؛ إذ يبعد أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) لا يتوسط أصحابه و يقف على منبر في طرفهم، و كون المسجد النبوي لا ينتهي إلى موضع حائز عمر بن عبد العزيز كما قدمناه خلاف ما عليه متأخرو المؤرخين، لكنه حسن؛ إذ يبعد أن يا بني عمر بن عبد العزيز حائزه في شي‌ء من المسجد، و ينتقص الروضة الشريفة به، حاشاه من ذلك، و الذي صح‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست