responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 208

و لأبي داود عن أنس بن مالك: حالف رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بين المهاجرين و الأنصار في دارنا، و حديث «لا حلف في الإسلام» معناه: حلف التوارث، و الحلف على ما منع الشرع منه، و عبر رزين عن المواخاة بين المهاجرين و الأنصار فيما نقله عن أبي حاتم بقوله: ثم آخى بين أصحابه، و دعا لكل واحد منهم دعوة، و قال: أبشروا أنتم في أعلى غرف الجنة، و قال لعلي: ما أخرتك إلا لنفسي، أنت أخي و وارث علمي، و أنت معي في الجنة في قصري مع ابنتي، و قصة المؤاخاة الأولى أقر بها الحاكم؛ فذكر المؤاخاة بين أبي بكر و عمر، و ذكر جماعة، ثم قال: فقال علي: يا رسول الله، إنك آخيت بين أصحابك فمن أخي؟ قال: أنا أخوك.

و قد أنكر ابن تيمية في الرد على ابن المطهر الرافضي المؤاخاة بين المهاجرين خصوصا مؤاخاة النبي لعلي، قال: لأنها شرعت للإرفاق و التألف؛ فلا معنى لها بينهم، و هو رد للنص و غفلة عن حقيقة الحكمة في ذلك، مع أن بعضهم كان أقوى من بعض بالمال و العشيرة، و الارتفاق ممكن، و قد كان النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) يقوم بعلي من عهد الصبا، و استمر ذلك.

و أخرج الحاكم و ابن عبد البر بسند حسن أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) «آخى بين الزبير و ابن مسعود» و هما من المهاجرين.

اليهود تحاول الإفساد بين الأوس و الخزرج‌

و التأم شمل الحيين الأوس و الخزرج ببركته (صلّى اللّه عليه و سلم) فمر شاس بن قيس- و كان شيخا من اليهود شديد الضغن على المسلمين و الحسد لهم- على نفر من الأوس و الخزرج في مجلس يتحدثون فيه، فغاظه ما رأى من ألفتهم و صلاح ذات بينهم بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد، لا و الله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر شابا من يهود كان معه فقال: اجلس إليهم ثم اذكر يوم بعاث، و ما كان فيه، و أنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، ففعل الشاب ذلك، فتنازع القوم و تفاخروا، حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب، و هما أوس بن قيظي و جبار بن صخر، فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم رددناها الآن جذعة، و غضب الفريقان جميعا، و قالوا: قد فعلنا، موعدكم الظاهرة، و هي الحرة، فخرجوا إليها، و بلغ ذلك رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين حتى جاءهم فقال:

يا معشر المسلمين، الله الله، أ بدعوى الجاهلية و أنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام، و أكرمكم به، و قطع به عنكم أمر الجاهلية، و استنقذكم به من الكفر، و ألف به بينكم؟ فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، و كيد من عدوهم، فبكوا، و عانق الأوس‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست