responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 191

الفصل العاشر في دخوله (صلّى اللّه عليه و سلم) أرض المدينة، و تأسيس مسجد قباء

كان المسلمون بالمدينة قد سمعوا بمخرج رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فكانوا يخرجون كل يوم إلى الحرة أول النهار فينتظرونه، فما يردهم إلا حرّ الشمس، فبعد أن رجعوا يوما أو في رجل من اليهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر برسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و أصحابه مبيضين، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا بني قيلة- يعني الأنصار- و في رواية: يا معشر العرب، هذا جدكم، يعني حظكم- و في رواية: صاحبكم الذي تنتظرونه- فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقّوا رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف بقباء على كلثوم بن الهدم، قيل: و كان يومئذ مشركا، و به جزم ابن زبالة، و قال رزين: نزل في ظل نخلة، ثم انتقل منها إلى دار كلثوم أخي بني عمرو بن عوف، و في «أخبار المدينة» ليحيى الحسيني جد أمراء المدينة اليوم في النسخة التي رواها ابنه طاهر بن يحيى عنه من طريق محمد بن معاذ، قال: حدثنا مجمّع بن يعقوب عن أبيه و عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش عن عبد الرحمن بن يزيد بن حارثة قالا: صلى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بظهر حرّتنا، ثم ركب فأناخ إلى عذق عند بئر غرس قبل أن تبزغ الشمس و ما يعرف رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) من أبي بكر، عليهما ثياب متشابهة، فجعل الناس يقفون عليهم حتى بزغت الشمس من ناحية أطمهم الذي يقال له «شنيف» فأمهل أبو بكر ساعة حتى خيل إليه أنه يؤذي رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بحر الشمس، فقام فستر على رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بردائه، فعرف القوم رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فجعلوا يأتون فيسلمون على رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قلت لمجمّع بن يعقوب: إن الناس يرون أنه جاء بعد ما ارتفع النهار و أحرقتهم الشمس، قال مجمع: هكذا أخبرني أبي و سعيد بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن يزيد قال: ما بزغت الشمس إلا و هو جالس في منزله (صلّى اللّه عليه و سلم).

قلت: و لم أر هذا الخبر في النسخة التي رواها ولد ابن يحيى عن جده، و قوله «عند بئر غرس» الظاهر أنه تصحيف، و لعله «بئر عذق» لبعد بئر غرس من منزله (صلّى اللّه عليه و سلم) بقباء، بخلاف بئر عذق، و إلا فهو قادح فيما يعرفه الناس اليوم من أن بئر غرس هي هي المعروفة بمحلها الآتي بيانه.

و في كتاب يحيى أيضا عن محمد بن إسماعيل بن مجمّع قال: لما نزل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) على كلثوم بن الهدم هو و أبو بكر و عامر بن فهيرة قال: يا نجيح، لمولى له، فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و التفت إلى أبي بكر: أنجحت، أو أنجحنا، فقال: أطعمنا رطبا، قال:

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست