responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 172

فاجتمع الخزرج و رأسوا عليهم عمرو بن النعمان قلت: الذي ذكره ابن حزم أن رئيس الخزرج يومئذ هو والد النعمان، و هو رحيلة بن ثعلبة البياضي، و الله أعلم. فاقتتلوا في بعاث، و هو موضع عند أعلى قوري، و كانت الدّبرة على الخزرج، و قتل عمرو بن النعمان، و جي‌ء به تحمله أربعة كما قال له ابن أبي، و حلفت اليهود لتهدمن حصن عبد الله بن أبي، و كان أبو عمرو الراهب مع الأوس، و كانت تحته جميلة بنت أبي، و هي أم حنظلة الغسيل، فلما أحاطوا بالحصن قال لهم عبد الله: أما أنا فلم أحضر معهم، و هؤلاء أولادكم الذين عندي فإنني لم أقتل منهم أحدا، و نهبت الخزرج فعصوني، و كان جل من عنده من الرهن من أولاد بني النضير، ففرحوا حين سمعوا بذلك، فأجاروه من الأوس و من قريظة، فأطلق أولادهم و حالفهم، و لم يزل حتى ردهم حلفاء الخزرج بحيل تحيّل بها، و كان رئيس الأوس في هذه الحرب حضير الذي قال له «حضير الكتائب» والد أيد بن حضير، و بها قتل، و قال خفاف بن ندبة يرثي حضيرا:

أتاني حديث فكذّبته‌ * * * و قالوا: خليلك في المرمس‌

فيا عين بكى حضير الندى‌ * * * حضير الكتائب و المجلس‌

و كان رئيس الخزرج عمرو بن النعمان البياضي كما تقدم أيضا، قال بعضهم: و كان النصر فيها أولا للخزرج، ثم ثبّت حضير الأوس فرجعوا و انتصروا.

و ذكر أبو الفرج الأصبهاني أن سبب ذلك أنه كان من قاعدتهم أن الأصيل لا يقتل بالحليف، فقتل رجل من الأوس حليفا للخزرج، فأرادوا أن يقيدوه فامتنعوا، فوقعت بينهم الحرب لأجل ذلك.

و كان يوم بعاث قبل الهجرة بخمس سنين على الأصح، و قيل: بأربعين سنة، و قيل:

بأكثر، و هو اليوم الذي تقول فيه عائشة (رضي الله عنها) كما في الصحيح «كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله (صلّى اللّه عليه و سلم) في دخولهم في الإسلام، فقدم رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و قد افترق ملؤهم و قتلت سراتهم» يعني الأوس و الخزرج، و معناه أنه قتل فيه من أكابرهم من كان لا يؤمن أن يتكبر و يأنف أن يدخل في الإسلام لتصلبه في أمر الجاهلية و لشدة شكيمته حتى لا يكون تحت حكم غيره، و قد كان بقي منهم من هذا النمط عبد الله بن أبيّ بن سلول، و قصته في ذلك مشهورة، و كذلك أبو عامر الراهب الذي سماه النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بالفاسق، قال أهل السير: قدم رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) المدينة و سيد أهلها عبد الله بن أبي بن سلول، كان من الخزرج ثم من بني عوف بن الخزرج ثم من بني الحبلى، لا يختلف في شرفه في قومه اثنان، لم تجتمع الأوس و الخزرج قبله و لا بعده على رجل من أحد الفريقين حتى جاء الإسلام غيره، و معه في الأوس رجل هو في قومه من الأوس شريف مطاع أبو عامر بن‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست