responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 171

قلت: روى ابن شبة عن أفلح بن سعيد ما يخالفه في نسبة ذلك لأبي جهل مع بيان الحيلة، فقال: خرجت الأوس جالية من الخزرج حتى نزلت على قريش بمكة فحالفتها، فلما حالفتهم قال الوليد بن المغيرة: و الله ما نزل قوم قط على قوم إلا أخذوا شرفهم و ورثوا ديارهم، فاقطعوا حلف الأوس، فقالوا: بأي شي‌ء؟ قال: إن في القوم حمية، قولوا لهم: إنا نسينا شيئا لم نذكره لكم، إنا قوم إذا كان النساء بالبيت فرأى الرجل امرأة تعجبه قتلها و لمسها بيده، فلما قالوا ذلك للأوس نفرت و قالوا: اقطعوا الحلف بيننا و بينكم، فقطعوه، انتهى.

فلما لم يتم لهم الحلف ذهبت النبيت إلى خيبر- قلت: أراد بالنبيت بعضهم، و هم بنو حارثة؛ لما قدمناه من أن النبيت يطلق عليهم و على بني عبد الأشهل و بني ظفر و بني زعورا، و الذي انتقل من هؤلاء إلى خيبر هم بنو حارثة فقط كما سبق، إلا أن يريد غيره- فأقاموا بها سنة، و ماتت منهم عجوز فقالوا «أهون حادث موت عجوز في سنة» فذهب مثلا، فلما رأت الخزرج أن قد ظفرت بالأوس افتخروا عليهم في أشعارهم، و قال عمرو بن النعمان البياضي: يا قوم إن بياضة بن عمرو أنزلكم منزل سوء، و الله لا يمس رأسي غسلا حتى أنزلكم منازل بني قريظة و النضير و أقتل رهنهم، و كان لهم غزار المياه و كرام النخل، و قال رجل منهم أيضا شعرا يتغنى به يذكر جلاء النبيت إلى خيبر و أخذهم الرهن من اليهود:

هلمّ إلى الأحلاف إذ رقّ عظمهم‌ * * * و إذ أصلحوا ما لا لجذمان ضائعا

إذا ما امرؤ منهم أساء عمارة * * * بعثنا عليهم من بني العير جادعا

فأما الصّريح منهم فتحمّلوا * * * و أما اليهود فاتخذنا بضائعا

و ذاك بأنا حين نلقى عدوّنا * * * نصول بضرب يترك العز خاشعا

فبلغ قولهم قريظة و النضير و هم المعينون بالصريح لأنهم من بني الكاهن بن هارون، و بلغ ذلك أيضا من كان في المدينة من الأوس، فمشوا إلى كعب بن أسد القرظي، فدعوه إلى المحالفة على الخزرج، ففعل، ثم تحالفوا مع قريظة و النضير، ثم أرسلوا بذلك إلى النبيت فقدموا فأخذت الخزرج في قتل الرهن، فقال لهم كعب بن أسد القرظي: إنما هي ليلة ثم تسعة أشهر و قد جاء الخلف، و أرسلوا إلى الأوس و قالوا لهم: انهضوا إلينا، فنأتيهم بأجمعنا، فجاءت الخزرج إلى عبد الله بن أبي فقالوا: مالك لا تقتل الرهن؟ فقال:

لا أغدرهم أبدا، و أنتم البغاة، و قد بلغني أن الأوس تقول: منعونا الحياة فيمنعونا الموت، و و الله ما يموتون أو تهلكون عامتكم، فقال له عمرو بن النعمان: انتفخ و الله سحرك، فقال: إني لا أحضركم، و لكأني أنظر إليك قتيلا يحملك أربعة في كساء.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست