responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 164

الحارث بن زيد بن حبيب في بني بياضة، فلبثت بنو المعلى بن لوذان في بني زريق ما شاء الله.

ثم إن عبيد بن المعلى قتل حصن بن خالد الزرقي، فأراد بنو زريق أن يقتلوه، ثم بدا لهم أن يدوا حصن بن خالد من أموالهم عن عبيد على أن يحالفهم بنو المعلى، و يقطعون حلفهم مع بني بياضة، ففعلوا، و كان عامر بن زريق بن عبد حارثة والد زريق و بياضة لما حضرته الوفاة أوصى ابنه بياضة بالصبر في الحروب و شدة البأس، و أوصاه بأخيه زريق و كان أصغرهما، فقال بعض شعرائهم في ذلك:

بالصّبر أوصى عامر بياضه‌

و يقال للأوس و الخزرج: أبطأهم فرة و أرعهم كرة بنو بياضة و بنو زريق و بنو ظفر، و إن الأوس و الخزرج لم يلتقوا في موطن قط إلا كان لهذه القبائل فضل بيّن على غيرهم من بطون الأوس و الخزرج.

و أما بنو عذارة بن مالك بن غضب بن جشم فكانوا أقل بطون بني مالك بن غضب عددا، و كانوا قوما ذوي شراسة و شدة أنفس، فقتلوا قتيلا من بعض بطون بني مالك بن غضب إما من بني اللين أو بني أجدع، و أبى أهل القتيل الدية، و ذهبوا إلى بني بياضة ليعينوهم على بني عذارة حتى يعطوهم القاتل، فكلمات بنو بياضة بني عذارة في ذلك، فأبوا أن يخلوا بينهم و بينه، فأرادت بنو بياضة أن يأخذوه عنوة [1]، فخرجوا من دار بني بياضة حتى نزلوا قباء على بني عمرو بن عوف فحالفوهم و صاهروهم، و امتنعوا من بني بياضة، ثم إنه دخل بين بني عذارة و بين بني عمرو بن عوف قبيل الإسلام أمر، فأجمعوا أن ينتقلوا من عندهم إلى بني زريق، و كرهوا أن يرجعوا إلى بني بياضة، فجاؤوهم و ذكروا لهم ذلك، فلقوهم بما يحبون، و سددوا رأيهم‌ [2]، و أتوا أبا عبيدة سعيد بن عثمان الزرقي فذكروا له ذلك، فرحب بهم و ذكر شرفهم و فضلهم، ثم قال: إني أشير عليكم أن ترجعوا إلى أخوالكم- يعني: بني عمرو بن عوف- و لا تنتقلوا إلى بني زريق، فإن في أخلاقكم شراسة و في أخلاق بني زريق مثلها، فتفرقوا عن رأيه، فلم يزالوا كذلك إلى أن فرض المهدي للأنصار سنة ستين و مائة، فانتقلوا بديوانهم إلى بني بياضة، و كان بطنان من بطون بني مالك بن غضب ممن كان بدار بني بياضة- لا ندري أهم من الليلن أم من أجدع- كان‌


[1] عنوة: قسرا.

[2] سدد رأيه: أصاب في قوله و فعله.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست