responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 150

الأنصار بالنبل، فلقد جاء الإسلام و النبل فيها، و جزع في القتال فرس تبع فحلف لا يبرح حتى يخربها بزعمه، فسمع بذلك أحبار من اليهود فنزلوا إليه و قالوا: أيها الملك إن هذه البلدة محفوظة، فإنا نجد اسمها في الكتاب طيبة، و إنها مهاجر نبي من بني إسماعيل من الحرم، و هي تكون قراره فلن تسلط عليها، فأعجب تبع بقولهم، فصرف تبع نبته عنها، و أمر أهل المدينة فتبايعوا مع العسكر، و كان تبع قد استوبأ بئره‌ [1] التي حفر، فمرض، فجاءته امرأة من بني زريق اسمها فاكهة براوية [2] من بئر رومة فأعجبه فاستلذه، فلما كان رحيله قال لها: يا فاكهة ما نترك في موضعنا من شي‌ء إذا رحلنا فهو لك، فأخذت ذلك، فاستغنت منه، و خرج تبع يريد اليمن و معه من الأحبار الذين نهوه عن خراب المدينة رجلان أو ثلاثة، فقال لهم: تسيرون معي أياما آنس بحديثكم، فكانوا يحدثونه عن الكتاب و عن قصة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فلم يتركهم حتى وصلوا معه إلى اليمن؛ فهم كانوا أول يهودي دخل اليمن، و اتفق في مسيرة قصة إكسائه الكعبة.

و قد قدمنا في بعض الروايات أن مالك بن العجلان لما قتل ملك اليهود قصد اليمن إلى تبع الأصغر، و أنه الذي نصرهم على يهود، و لعل هذا مراد ياقوت لقوله «إن يهود كانوا أهل المدينة حتى أتاهم تبع فأنزل معهم بني عمرو بن عوف» لكن نقل المجد و غيره عن المبتدأ لابن إسحاق أنه قال في بيت أبي أيوب الذي نزله النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) مقدمه المدينة: إن تبعا الأول بناه لما مر بالمدينة، قال في المبتدأ: و اسمه تبان أسعد بن كلكيكرب، و كان معه أربعمائة عالم، فتعاقدوا على أن لا يخرجوا منها، فسألهم تبع عن سر ذلك، فقالوا:

إنا نجد في كتبنا أن نبيا اسمه محمد هذه دار مهاجره؛ فنحن نقيم لعل أن نلقاه، فأراد تبع الإقامة معهم، ثم بنى لكل واحد من أولئك دارا و اشترى له جارية و زوجها منه و أعطاه مالا جزيلا، و كتب كتابا فيه إسلامه، و منه:

شهدت على أحمد أنه‌ * * * رسول من الله باري النّسم‌ [3]

فلو مدّ عمري إلى عمره‌ * * * لكنت وزيرا له و ابن عم‌

و ختمه بالذهب و دفعه إلى كبيرهم، و سأله أن يدفعه إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إن أدركه، و إلا فمن أدركه من ولده أو ولد ولده، و بنى للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) دارا لينزلها إذا قدم المدينة، فتداول‌


[1] استوبأ البئر: استوخمها. و- وجدها و بيئة.

[2] الراوية: المزادة فيها الماء. (ج) روايا.

[3] النسم: الخلق و الناس.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست