responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 137

و روى ابن زبالة سجع عمرو بن عامر في المدينة بلفظ: من كان يريد الراسيات في الوحل، المطعمات في المحل، المدركات بالذحل‌ [1]، فليلحق بيثرب ذات النخل؛ فلما سمعوا ذلك القول خرج عمرو بن عامر بجميع ولده و من معه من الأزد يريد أرضا يقيمون بها، ففارقهم وداعة بن عامر فسكن همدان، ثم سار عمرو حتى إذا كان بين السراة و مكة أقام هنالك ناس من الأزد، و أقام معهم عمران بن عمرو بن عامر، ثم سار عمرو في باقي ولده و في ناس من بني مازن من الأزد حتى نزلوا ماء يقال له غسان، و غلب عليهم اسمه حتى قال شاعرهم:

إمّا سألت فإنّا معشر نجب‌ * * * الأزد نسبتها و الماء غسان‌

نزول خزاعة في مكة

قال أبو المنذر الشرقي: و من ماء غسان انخزع لحيّ- و اسمه ربيعة بن حارثة بن عمرو بن حارثة- فأتى مكة فتزوج بنت عامر الجرهمي ملك جرهم، فولدت له عمرو بن لحي الذي غيّر دين إبراهيم، فسمى ولده خزاعة لأن أباهم انخزع من غسان.

و قال غيره ما يخالف ذلك؛ فروى الأزرقي أن عمرو بن عامر سار هو و قومه لا يطؤون بلدا إلا غلبوا عليه، فلما انتهوا إلى مكة- و أهلها جرهم قد قهروا الناس و حازوا ولاية البيت على بني إسماعيل و غيرهم- أرسل إليهم ثعلبة بن عمرو بن عامر يقول: يا قوم إنا خرجنا من بلادنا، فلم ننزل بلدا إلا فسح أهله لنا فنقيم معهم حتى نرسل روّادنا إلى الشام و المشرق، فحيث ما قيل لنا إنه أمثل لحقنا به، فأبت جرهم ذلك، فأرسل إليهم ثعلبة: إنه لا بد لي من المقام، فإن تركتموني نزلت و حمدتكم و واسيتكم في الماء و المرعى، و إن أبيتم أقمت على كرهكم ثم لم ترتعوا معي إلا فضلا و لا تشربوا إلا رنقا- يعنى الكدر- فإن قاتلتموني قاتلتكم، ثم إن ظهرت عليكم سبيت النساء و قتلت الرجال، و لم أترك أحدا منكم ينزل الحرم أبدا، فأبت جرهم، فاقتتلوا ثلاثة أيام، ثم انهزمت جرهم، فلم ينفلت منهم إلا الشريد، و أقام ثعلبة بمكة و ما حولها بعساكره حولا، فأصابتهم الحمى، و كانوا ببلد لا يدرون فيه ما الحمى، فدعوا طريفة الكاهنة فشكوا إليها الذي أصابهم، فقالت: قد أصابني الذي تشكون، ثم ذكر الأزرقي سجعها في أمر الدلالة على البلاد في هذا المحل و هو غى سجع عمران بن عامر عند تفرقهم من سبأ، ثم ذكر لحوق كل فرقة منهم ببلدها على النحو الذي قدمناه، و أن الأوس و الخزرج ابني حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر- و هم الأنصار- نزلوا بالمدينة، ثم قال: و انخزعت خزاعة بمكة،


[1] الذحل: الحقد و- الثأر.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست