نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 1 صفحه : 129
محمدا (صلّى اللّه عليه و سلم) منعوتا في كتابهم، و أنه يظهر في بعض هذه القرى العربية في قرية ذات نخل، و لما خرجوا من أرض الشام كانوا يعبرون كل قرية من تلك القرى العربية بين الشام و اليمن يجدون نعتها نعت يثرب، فينزل بها طائفة منهم، و يرجون أن يلقوا محمدا فيتبعونه، حتى نزل من بني هرون ممن حمل التوراة بيثرب منهم طائفة، فمات أولئك الآباء و هم يؤمنون بمحمد (صلّى اللّه عليه و سلم) أنه جاء، و يحثون أبناءهم على اتباعه إذا جاء، فأدركه من أبنائهم فكفروا به و هم يعرفونه: أي حسدا للأنصار حيث سبقوهم إليه.
و قال ابن زبالة عقب ما قدمناه عنه من عود الجيش من بني إسرائيل إلى الحجاز و سكناهم المدينة: فركحوا منها حيث شاءوا- أي: تفسحوا و تبوؤوا- فكان جميعهم بزهرة، و كانت لهم الأموال بالسافلة، و زهرة ثبرة- أي أرض سهلة بين الحرة و السافلة مما يلي القف- و نزل جمهورهم بمكان يقال له يثرب بمجتمع السيول مما يلي زغابة، قالوا:
و كانت يثرب سقيفة طويلة فيها بغايا يضرب إليهن من البلدان، و كانوا يروحون في قرية يثرب ثمانين جملا جونا [1] سوى سائر الألوان.
ثم أسند عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: و خرجت قريظة و إخوانهم بنو هدل و عمرو أبناء الخزرج بن الصريح بن السبط بن اليسع بن سعد بن لاوى بن جبر بن النحام بن عازر بن عيرز بن هرون بن عمران (عليه السلام) و النضير بن النحام بن الخزرج بن الصريح بعد هؤلاء، فتبعوا آثارهم، فنزلوا بالعالية على واديين يقال لهما مذينيب و مهزور، فنزلت بنو النضير على مذينيب و اتخذوا عليه الأموال فكانوا أول من احتفر بها- أي بالعالية- الآبار و غرس الأموال، قال: و نزل عليهم بعض قبائل العرب فكانوا معهم، فاتخذوا الأموال، و ابتنوا الآطام و المنازل.
و أسند هو و ابن شبة أيضا عن جابر مرفوعا: أقبل موسى و هارون حاجّين فمرا بالمدينة، فخافا من يهود، فخرجا مستخفيين، فنزلا أحدا، فغشى هارون الموت، فقام موسى فحفر له و لحد، ثم قال: يا أخي إنك تموت، فقام هارون فدخل في لحده، فقبض [2] عليه موسى التراب.