responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 116

ذلك ردم صار كالجبل العظيم، فانتهت النار إلى قرب المدينة، و مع ذلك فكان يأتي المدينة نسيم بارد، و شوهد لهذه النار غليان كغليان البحر، و قال لي بعض أصحابنا:

رأيتها صاعدة في الهواء من نحو خمسة أيام، و سمعت أنها رئيت من مكة و من جبال بصرى، اه.

و قال النووي: تواتر العلم بخروج هذه النار عند جميع أهل الشام.

و نقل أبو شامة عن مشاهدة كتاب الشريف سنان قاضي المدينة الشريفة و غيره أن في ليلة الأربعاء ثالث جمادى الآخرة حدث بالمدينة في الثلث الأخير من الليل زلزلة عظيمة أشفقنا منها و باتت في تلك الليلة تزلزل، ثم استمرت تزلزل كل يوم و ليلة مقدار عشر مرات- و في كتاب بعضهم أربع عشرة مرة- قال: و الله لقد زلزلت مرة و نحن حول الحجرة فاضطرب لها المنبر إلى أن سمعنا منه صوتا للحديد الذي فيه، و اضطربت قناديل الحرم الشريف، زاد القاشاني: ثم في اليوم الثالث- و هو يوم الجمعة- زلزلت الأرض زلزلة عظيمة، إلى أن اضطربت منام المسجد، و سمع لسقف المسجد صرير عظيم، قال القطب: فلما كان يوم الجمعة نصف النهار ظهرت تلك النار، فثار من محل ظهورها في الجو دخان متراكم غشى الأفق سواده، فلما تراكمت الظلمات و أقبل الليل سطع شعاع النار، فظهرت مثل المدينة العظيمة في جهة المشرق، و الحكمة في ظهورها في يوم الجمعة غير خافية، ففي الحديث «من أفضل أيامكم يوم الجمعة: فيه خلق آدم، و فيه قبض، و فيه النفخة، و فيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ» الحديث، و في الحديث أيضا: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة: فيه خلق آدم، و فهي أهبط، و فيه تيب عليه، و فيه مات، و فيه تقوم الساعة، و ما من دابة إلا و هي مصيخة حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة، إلا الجن و الإنس، و فيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم و هو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه» رواه أبو داود، و هو اليوم الذي ادخره الله لهذه الأمة، و أكمل فيه دينهم؛ فأراد الله أن يخوف عباده فيه بذلك ليردهم إليه، فتلك النار نعمة في صورة نقمة، و لهذا وجلت‌ [1] منها القلوب و أشفقت، و أيقن الناس أن العذاب قد أحاط بهم. قال القاضي سنان: و طلعت إلى الأمير- و كان عز الدين منيف بن شيحة- و قلت له: قد أحاط بنا العذاب، ارجع إلى الله، فأعتق كل مماليكه، و رد على الناس مظالمهم- زاد القاشاني: و أبطل المكس- ثم هبط الأمير للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و بات في المسجد ليلة الجمعة و ليلة السبت، و معه جميع أهل المدينة حتى النساء و الصغار، و لم يبق أحد في النخل إلا جاء إلى الحرم الشريف، و بات الناس يتضرعون‌


[1] وجلت منها القلوب: خافت و فزعت.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست