responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 115

يسمون السد الآتي وصفه فيما أحدثته هذه النار بالحبس. و في كلام ياقوت ما يقتضي أنه كان يسمى بالسد قبل هذه النار؛ فإنه لم يدركها، و مع ذلك قال: إن أعلى وادي قناة عند السد يسمى بالشظاة، اه.

و ظهور النار المذكورة بالمدينة الشريفة قد اشتهر اشتهارا بلغ حد التواتر عند أهل الأخبار، و كان ظهورها لإنذار العباد بما حدث بعدها؛ فلهذا ظهرت على قرب مرحلة من بلد النذير صلوات الله و سلامه عليه، و تقدمها زلازل مهولة، و قد قال تعالى: وَ ما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً [الإسراء: 59] و قال تعالى: ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ‌ [الإسراء: 16] و لما ظهرت النار العظيمة الآتي وصفها، و أشفق منها أهل المدينة غاية الإشفاق، و التجئوا إلى نبيهم المبعوث بالرحمة، صرفت عنهم ذات الشمال، و زاحت عنهم الأوجال، و ظهرت بركة تربته (صلّى اللّه عليه و سلم) في أمته، و لعل الحكمة في تخصيصها بهذا المحل- مع ما قدمناه من كونه حضرة النذير- الرحمة لهذه الأمة فإنها لو ظهرت بغيره و سلطان القهر و العظمة التي هي من آثاره قائم لربما استولت على ذلك القطر و لم تجد صارفا؛ فيعظم ضررها على الأمة، فظهرت بهذا المحل الشريف لحكمة الإنذار، فإذا تمت قابلتها الرحمة فجعلتها بردا و سلاما، إلى غير ذلك من الأسرار.

ابتداء الزلزلة التي حدثت بالمدينة

و كان ابتداء الزلزلة بالمدينة الشريفة مستهلّ جمادى الآخرة أو آخر جمادى الأولى سنة أربع و خمسين و ستمائة، لكنها كانت خفيفة لم يدركها بعضهم مع تكررها بعد ذلك، و اشتدت في يوم الثلاثاء على ما حكاه القطب القسطلاني، و ظهرت ظهورا عظيما اشترك في إدراكه العام و الخاص، ثم لما كان ليلة الأربعاء ثالث الشهر أو رابعه في الثلث الأخير من الليل حدث بالمدينة زلزلة عظيمة أشفق الناس منها، و انزعجت القلوب لهيبتها، و استمرت تزلزل بقية الليل، و استمرت إلى يوم الجمعة و لها دوي أعظم من الرعد، فتموج الأرض، و تتحرك الجدارات، حتى وقع في يوم واحد دون ليله ثمانية عشر حركة على ما حكاه القسطلاني.

و قال القرطبي: قد خرجت نار بالحجاز بالمدينة، و كان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء بعد العتمة الثالث من جمادى الآخرة سنة أربع و خمسين و ستمائة، و استمرت إلى ضحى النهار يوم الجمعة فسكنت، و ظهرت بقريظة بطرف الحرة، ترى في صفة البلد العظيم، عليها سور محيط عليه شراريف و أبراج و موادن، و ترى رجال يقودونها، لا تمر على جبل إلا دكته و أذابته، و يخرج من مجموع ذلك مثل النهر أحمر و أزرق له دوي كدوي الرعد، يأخذ الصخور بين يديه، و ينتهي إلى محط الركب العراقي، و اجتمع من‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست