responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 101

قلت: و كأنهما إذا توجها نحو البيت الحرام ينزل إليهما الملكان قبل ذهابهما؛ فلا يخالف ما تقدم، فالظاهر أن ما ذكره القاضي هو الترك الأول، و سببه فيما يظهر كائنة الحرة، و قد تقدم من حديث أبي هريرة أنه قيل له: من يخرجهم منها يا أبا هريرة؟ قال:

أمراء السوء، و روى الشيخان- و اللفظ لمسلم- عن أبي هريرة مرفوعا «يهلك أمتي هذا الحي من قريش، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم».

و روى مسلم عن حذيفة (رضي الله عنه) قال: «قام فينا رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به، حفظه من حفظه و نسيه من نسيه» الحديث، و في رواية عنه: أخبرني رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بما هو كائن إلى أن تقوم القيامة، فما من شي‌ء إلا قد سألته، إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة، و روى الترمذي حديثا «إذا مشت أمتي المطيطا [1]، و خدمتهم بنات فارس و الروم، رد الله بأسهم بينهم، و سلط شرارهم على خيارهم». و روى ابن شبة عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: «و الذي نفسي بيده ليكونن بالمدينة ملحمة يقال لها الحالقة، لا أقول حالقة الشعر، و لكن حالقة الدين، فاخرجوا من المدينة و لو على قدر بريد».

و روى ابن أبي شيبة عنه أنه قال: اللهم لا تدركني سنة ستين، و لا إمرة الصبيان، يشير إلى أن أول الأغيلمة كان في سنة ستين، و هو كذلك، كما قاله الحافظ ابن حجر، فإن يزيد بن معاوية استخلف فيها، فأشار إلى دولة يزيد و فيها كانت وقعت الحرة، و تسمى حرة واقم، و حرة زهرة.

و روى الواقدي في كتاب الحرة عن أيوب بن بشير المعادي أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) «خرج سفرا من أسفاره، فلما مر بحرة زهرة وقف و استرجع، فسي‌ء بذلك من معه، فظنوا أن ذلك من أمر بسفرهم، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، ما الذي رأيت؟ فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): أما إن ذلك ليس من سفركم هذا، قالوا: فما هو يا رسول الله قال؟ يقتل في هذه الحرة خيار أمتي بعد أصحابي».

و روي أيضا عن سفيان بن أبي أحمد قال: كان رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إذا أشرف على بني عبد الأشهل أشار بيده، فقال: «يقتل بهذه الحرة خيار أمتي» و روي أيضا عن كعب قال:

نجد في التوراة أن في حرة شرقي المدينة مقتلة تضي‌ء وجوههم يوم القيامة صنعا» و روى أيضا أنه ذكر عند ابن عباس قتلى الحرة، فقال ابن عباس: يرحمهم الله، قال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) «يقتل بحرة زهرة خيار أمتي».


[1] المطيطاء: التبختر في المشي و مد اليدين.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست