responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحله ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 2  صفحه : 505
دمشق فانتقلوا إلى حمص وحماة وحلب. وذكر لي أنه لم يعش بعد ذلك إلا قليلاً وقتل. ثم سافرت من دمشق إلى حمص ثم حماة ثم المعرة ثم سرمين ثم إلى حلب. وكان أمير حلب في هذا العهد الحاج رُغْطَي "بضم الراء وسكون الغين المعجم وفتح الطاء المهمل وياء آخر الحروف مسكنة".
واتفق في تلك الأيام أنّ فقيراً يعرف بشيخ المشايخ وهو ساكن في جبل خارج مدينة عينتاب والناس يقصدونه هم يتبركون به. وله تلميذ ملازم له وكان متجرداً عزباً لا زوجة له، قال في بعض كلامه: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصبر عن النساء وأنا أصبر عنهن. فشهد عليه بذلك، وثبت عند القاضي ورفع أمره إلى ملك الأمراء وأتي به وبتلميذه الموافق له على قوله، فأفتى القضاة الأربعة وهم: شهاب الدين المالكي، وناصر الدين العديم الحنفي، وتقي الدين بن الصائغ الشافعي، وعز الدين الدمشقي الحنبلي، بقتلهما معا فقتلاَ. وفي أوائل شهر ربيع الأول عام تسعة وأربعين بلغنا الخبر في حلب أن الوباء وقع بغزة وأنه انتهى عدد الموتى فيها إلى زائد على الألف في يوم واحد. فسافرت إلى حمص فوجدت الوباء قد وقع بها ومات يوم دخولي إليها نحو ثلثمائة إنسان. ثم سافرت إلى دمشق ووصلتها يوم الخميس وكان أهلها قد صاموا ثلاثة أيام وخرجوا يوم الجمعة إلى جامع الأقدام حسبما ذكرناه في السفر الأول. فخفف الله الوباء عنهم، فانتهى عدد الموتى عندهم إلى ألفين وأربعمائة في اليوم، ثم سافرت إلى عجلون ثم إلى بيت المقدس ووجدت الوباء قد ارتفع عنهم، ولقيت خطيبه عز الدين بن جماعة ابن عم عز الدين القضاة بمصر
وهو من الفضلاء الكرماء ومرتبه على الخطابة ألف درهم في الشهر.
وصنع الخطيب عز الدين يوماً دعوة ودعاني فيمن دعاه إليها فسألته عن سببها فأخبرني أنه نذر أيام الوباء أنه إن ارتفع ذلك، ومر عليه يوم لا يصلي فيه على ميت، صنع الدعوة. ثم قال لي: ولما كان بالأمس لم أصل على ميت فصنعت الدعوة التي نذرت. ووجدت من كنت أعهده من جميع الأشياخ بالقدس قد انتقلوا إلى جوار الله تعالى رحمهم الله. فلم يبق منهم إلا القليل مثل المحدث العالم الإمام صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي، ومثل الصالح شرف الدين الخشي شيخ زاوية المسجد الأقصى، ولقيت الشيخ سليمان الشيرازي فأضافني. ولم ألق بالشام ومصر من وصل إلى قدم آدم عليه السلام
نام کتاب : رحله ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 2  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست