responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحله ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 2  صفحه : 481
طائفة ثم صف الشرفاء والفقهاء ثم صف الندماء والحكماء والشعراء ثم صف وجوه العسكر ثم صف الفتيان والمماليك ووقف السلطان على فيله إزاء قبة الجلوس ورفع فوق رأسه شطر مرصع
وجعل عن يمينه خمسون فيلاً مزينة وعن شماله مثلها وعن يمينه أيضا مائة فرس وعن شماله مثلها وهي خيل النوبة ووقف بين يديه خواص الحجاب. ثم أتى أهل الطرب من الرجال فغنوا بين يديه وأتي بخيل مجللة بالحرير لها خلاخيل ذهب وأرسان حرير مزركشة فرقصت الخيل بين يديه فعجبت من شأنها وكنت رأيت مثل ذلك عند ملك الهند. ولما كان عند الغروب دخل السلطان إلى داره. وانصرف الناس إلى منازلهم.
وكان له ابن أخ متزوج ببنته، فولاه بعض البلاد. وكان الفتى يتعشق بنتاً لبعض الأمراء ويريد تزوجها. والعادة هنالك أنه إذا كانت لرجل من الناس أمير أو سوقي أو سواه بنت قد بلغت مبلغ النكاح فلا بد أن يستأمر للسلطان في شأنها ويبعث السلطان من النساء من تنظر إليها فإن أعجبته صفتها تزوجها وإلا تركها يزوجها أولياؤها ممن يشاءوا. والناس هنالك يرغبون في تزوج السلطان بناتهم لما يحوزون به من الجاه والشرف. ولما استأمر والد البنت التي تعشقها ابن أخي السلطان بعث السلطان من نظر إليها وتزوجها. واشتد شغف الفتى بها ولم يجد سبيلاً إليها. ثم إن السلطان خرج إلى الغزو وبينه وبين الكفار مسيرة شهر، فخالفه ابن أخيه إلى سمطرة ودخلها إذ لم يكن عليها سور حينئذ وادعى الملك وبايعه بعض الناس وامتنع آخرون وعلم عمه بذلك فقفل عائداً إليها فأخذ ابن أخيه ما قدر عليه من الأموال والذخائر وأخذ الجارية التي تعشقها وقصد بلاد الكفار بِمُل جاوة. ولهذا بنى عمه السور على سمطرة. وكانت إقامتي عنده بسمطرة خمسة عشر يوماً، ثم طلبت منه السفر إذا كان أوانه إذ لا يتهيأ السفر إلى الصين في كل وقت فجهز لنا جنكاً، وزودنا وأحسن وأجمل جزاه الله خيراً. وبعث معنا من أصحابه من يأتي لنا بالضيافة إلى الجنك. وسافرنا بطول بلاده إحدى وعشرين ليلة. ثم وصلنا إلى مُل جاوة "بضم الميم" وهي بلاد الكفار وطولها مسيرة شهرين، وبها الأفاوية العطرة والعود الطيب القاقلي والقماري وقاقلة وقمارة من بعض بلادها، وليس ببلاد السلطان الظاهر بالجاوة إلا اللبان والكافور وشيء من الفرنفل وشيء من العود الهندي وإنما معظم ذلك بمل جاوة. ولنذكر ما شاهدناه منها، ووقفنا على أعيانه
نام کتاب : رحله ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 2  صفحه : 481
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست