responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحله ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 2  صفحه : 345
ومعهما ولد السلطان المؤثر لديه محمود فجاء محمد بن السلطان فقال للشيخ: يا خوند هذا وقت العصر، انزل فصل قال لي الشيخ فنزلت وأتي بالأفيال من جهة واحدة حسبما دبروه فلما وطئتها سقط الكشك على السلطان وولده محمود قال الشيخ فسمعت الضجة فعدت ولم أصل فوجدت الكُشْك قد سقط فأمر ابنه أن يؤتى بالفئوس والمساحي للحفر عنه وأشار بالإبطاء فلم يؤت بهما إلا وقد غربت الشمس فحفروا ووجدوا السلطان قد حنا ظهره على ولده ليقيه الموت فزعم بعضهم أنه أخرج ميتاً، وزعم بعضهم أنه أخرج حياً أجهز عليه وحمل ليلاً إلى مقبرته التي يناها بخارج البلدة المسماة باسمه تغلق أباد فدفن بها. وقد ذكرنا السبب في بنائه لهذه المدينة وبها كانت خزائن تغلق وقصوره وبها القصر الأعظم الذي جعل قراميده مذهبة فإذا طلعت الشمس كان لها نور عظيم وبصيص يمنع البصر من إدامة النظر إليها واختزن بها الأموال الكثيرة ويذكر أنه بنى صهريجاً وأفرغ فيه الذهب إفراغاً فكان قطعة واحدة فصرف جميع ذلك ولده محمد شاه لما ولي وبسبب ما ذكرناه من هندسة الوزير خواجة جهان في بناء الكشك الذي سقط على تغلق كانت حظوته عند ولده محمد شاه وإيثاره لديه فلم يكن أحد يدانيه في المنزلة لديه ولا يبلغ مرتبته عنده من الوزراء ولا غيرهم.
ولما مات السلطان تغلق استولى ابنه محمد على الملك من غير منازع له ولا مخالف عليه. وقد قدمنا أنه كان اسمه جونه. فلما ملك تسمى بمحمد واكتنى بأبي المجاهد وكل ما ذكرت من شأن سلاطين الهند فهو مما أخبرت به وتلقيته أو معظمه من الشيخ كمال الدين بن البرهان الغزنوي قاضي القضاة. وأما اخبار هذا الملك فمعظمها مما شاهدته أيام كوني ببلاده.
وكان هذا الملك أحب الناس في إسداء العطايا وإراقة الدماء. فلا يخلو بابه عن فقير يغنى أو حي يقتل. وقد شُهرت في الناس حكاياته في الكرم والشجاعة وحكاياته في الفتك والبطش بذوي الجنايات وهو أشد الناس مع ذلك تواضعاً وأكثرهم إظهارا للعدل والحق وشعائر الدين عنده محفوظة وله اشتداد في أمر الصلاة والعقوبة على تركها وهو من الملوك الذين اطردت سعادتهم وخرق المعتاد يمن نقيبتهم. ولكن الأغلب عليه الكرم. وسنذكر من أخباره فيه عجائب لم يسمع بمثلها عمن تقدمه. وأنا أشهد بالله وملائكته
نام کتاب : رحله ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 2  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست