تعمل الفراء، و سائر الوبر من السمور، و الفنك، و القافم، و الوشق، و السنجاب.
فهذه الكور التي دون نهر بلخ من أرض خراسان، و نهر بلخ يخرج من عيون بين جبال، و بين فوهته و بين مدينة بلخ عشر مراحل.
نيسابور
و من قومس على جادة الطريق الأعظم إلى مدينة نيسابور [1] تسع مراحل، و نيسابور بلد واسع كثير الكور، فمن كور نيسابور: الطبسين [2]، و قوهستان [3]، و نسا،
يزيد كانت الفاجعة بالسبط الشهيد الحسين بن علي سنة 61 ه، خلع أهل المدينة طاعته سنة 63 ه، فأرسل إليهم مسلم بن عقبة المري، و أمره أن يستبيحها ثلاثة أيام و أن يبايع أهلها على أنهم خول و عبيد ليزيد، ففعل بها مسلم الأفاعيل القبيحة، و قتل فيها كثيرا من الصحابة و أبنائهم و خيار التابعين.
و في زمن يزيد فتح المغرب الأقصى على يد عقبة بن نافع و فتح سلم بن زياد بخارى و خوارزم، و يقال: إن يزيد أول من خدم الكعبة و كساها الديباج الخسرواني، مدته في الخلافة ثلاث سنين و تسعة أشهر إلّا أياما، توفي بحوارين من أرض حمص، و كان نزوعا إلى اللهو، يروى له شعر رقيق، و إليه ينسب نهر يزيد في دمشق، و كان نهرا صغيرا يسقي ضيعتين، فوسعه فنسب إليه، قال مكحول: كان يزيد مهندسا، و كان نقش خاتمه يزيد بن معاوية.
[1] نيسابور: مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة معدن الفضلاء، و منبع العلماء، اختلف في تسميتها بهذا الاسم فقال بعضهم: إنما سميت بذلك لأن سابور مرّ بها و فيها قصب كثير، فقال: يصلح أن يكون ههنا مدينة، فقيل لها نيسابور، و قيل في تسمية نيسابور و سابور خواست و جنديسابور إن سابور لما فقدوه حين خرج من مملكته لقول المنجّمين، خرج أصحابه يطلبونه فلم يجدوه فقالوا: ليست نيسابور أي ليس سابور، فرجعوا حتى و قعوا إلى سابور خواست، فقيل لهم: ما تريدون؟ فقالوا: سابور خواست، معناه سابور نطلب، ثم و قعوا إلى جنديسابور، فقالوا: وندسابور أي وجد سابور و من أسماء نيسابور أبرشهر.
(معجم البلدان ج 5/ ص 382).
[2] الطبسين: هي عجمية فارسية، و في العربية الطبس الأسود من كل شيء، قصبة ناحية نيسابور و أصبهان. (معجم البلدان ج 4/ ص 22).
[3] قوهستان: هو تعريب كوهستان، و معناه موضع الجبال لأن كوه هو الجبل بالفارسية، و ربما خفف مع النسبة فقيل: القهستاني، أكثر بلاد العجم لا يخلو عن موضع يقال له: قوهستان، أما المشهور بهذا الاسم فأحد أطرافها متّصل بنواحي هراة، ثم يمتد في الجبال طولا حتى يصل بقرب نهاوند، و همدان، و بروجرد. (معجم البلدان ج 4/ ص 472).