قوم عجم و أحذق قوم يعملون أكسية الصوف القومسية الرفيعة. و خراجه يبلغ ألف ألف و خمسمائة ألف درهم، إلا أنه يدخل في خراج خراسان.
و أما البلد الذي يلي بحر الديلم من خراسان فمن الرّيّ إلى طبرستان، و مدينة طبرستان سارية من الرّيّ إليها سبع مراحل.
طبرستان
و إلى مدينة طبرستان [1] الثانية و هي التي يقال لها آمل مرحلتان، و مدينة آمل على بحر الديلم.
و طبرستان بلد منفرد له مملكة جليلة و لم يزل ملكه يسمى: الأصبهبذ [2]، و هي بلد المازيار الذي كان يكتب إلى الخلفاء إلى المأمون و إلى المعتصم: من جيل جيلان أصبهبذ خراسان المازيار محمد بن قارن موالي أمير المؤمنين لا يقول مولى أمير المؤمنين.
و هو بلد كثير الحصون منيع بالأودية، و أهله أشراف العجم أبناء ملوكهم، و هم أحسن قوم وجوها.
يقال: إن كسرى يزدجر خلف بن جواريه فحسنت وجوه أهله من قبل أولئك الجواري لأن أهل طبرستان أولادهن.
و خراج البلد أربعة آلاف ألف درهم يعمل به الفرش الطبري و الأكسية الطبرية.
فتيان قريش. و لما بلغ معاوية نبأ وفاته، قال: يرحم اللّه أبا عبد الرحمن، بمن نفاخر و نباهي.
[1] طبرستان: طبر لفظة فارسية، و هو الذي تشقّق به الأحطاب و ما شاكله، و استان: الموضع أو الناحية، كأنه يقول: ناحية الطبر، و هي بلدان واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم.
خرج من نواحيها من لا يحصى كثرة من أهل العلم و الأدب و الفقه، و الغالب على هذه النواحي الجبال.
من أعيان بلدانها دهستان، و جرجان، و استرآباذ، و آمل، و هي قصبتها، و سارية، و هي مثلها، و شالوس، و هي مقاربة لها. (معجم البلدان ج 4/ ص 14).
[2] الأصبهبذ: و الأصبهبذان في أصل كلام الفرس: لغة لكل من ملك طبرستان، كما نعت ملك الفرس بكسرى، و ملك الروم بخاقان، و ملك الروم بقيصر. (معجم البلدان ج 1/ ص 249).