و بها واد عظيم يأتي من بلاد الديلم يقال له نهر موسى و لكثرة مياه البلد كثرت ثماره، و أجنّته، و أشجاره.
و له رساتيق، و أقاليم، و به ضياع إسحاق بن يحيى بن معاذ، و ضياع ابن أبي عباد ثابت بن يحيى كاتب المأمون و هما جميعا من أهل الرّيّ. و مبلغ خراجه عشرة آلاف ألف درهم.
قومس
من الرّيّ إلى قومس [1] على جادة الطريق و الخط الأعظم اثنتا عشرة مرحلة بعضها في عمارة، و بعضها في مفاوز، و قومس بلد واسع جليل القدر و اسم المدينة الدامغان [2]، و هي أول مدن خراسان.
افتتحه عبد اللّه بن عامر بن كريز [3] في خلافة عثمان بن عفان سنة ثلاثين، و أهلها
[1] قومس: هي كورة كبيرة واسعة تشتمل على مدن، و قرى، و مزارع و هي في ذيل جبال طبرستان، و قصبتها المشهورة دامغان، و هي بين الرّيّ و نيسابور، و من مدنها المشهورة بسطام، و بيار. (معجم البلدان ج 4/ ص 470).
[2] الدامغان: بلد كبير بين الرّيّ و نيسابور، و هو قصبة قومس، قال مسعر بن مهلهل: الدامغان مدينة كثيرة الفواكه، و فاكهتها نهاية في الطيب، و الرياح لا تنقطع بها ليلا و لا نهارا، و بها مقسم للماء كسروي عجيب، يخرج ماؤه من مغارة في الجبل، ثم ينقسم إذا انحدر عنه على مائة و عشرين قسما، و عشرين رستاقا لا يزيد قسم على صاحبه. (معجم البلدان ج 2/ ص 493).
[3] عبد اللّه بن عامر بن كريز الأموي، أبو عبد الرحمن، أمير، فاتح. ولد بمكة سنة 4 ه/ 625 م و ولي البصرة في أيام عثمان بن عفان سنة 29 ه، فوجّه جيشا إلى سجستان فافتتحها صلحا، و افتتح الداور، و بلادا من دار أبجرد و هاجم مرو الروذ فافتتحها، و بلغ سرخس فانقادت له، و فتح أبرشهر عنوة، و طوس، و طخارستان، و نيسابور، و أبيورد، و بلخ، و الطالقان، و الفارياب. و افتتحت له رساتيق هراة، و آمل، و بست، و كابل. و قتل عثمان و هو على البصرة، و شهد وقعة الجمل مع عائشة، و لم يحضر وقعة صفين، و ولاه معاوية البصرة ثلاث سنين بعد اجتماع الناس على خلافته، ثم صرفه عنها، فأقام بالمدينة و مات بمكة سنة 59 ه/ 679 م، و دفن بعرفات، كان شجاعا سخيا وصولا لقومه، رحيما، محبا للعمران، اشترى كثيرا من دور البصرة و هدمها فجعلها شارعا، و هو أول من اتّخذ الحياض بعرفة في الحجاز، و أجرى إليها العين، و سقى الناس الماء، قال الإمام علي رضي اللّه عنه: ابن عامر سيّد