responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدان لليعقوبي نویسنده : اليعقوبي، أحمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 75

و شيرين‌ [1] امرأة كسرى‌ [2] كانت تصيّف بهذا القصر، و بهذا الموضع آثار لملوك الفرس كثيرة، و من قصر شيرين إلى حلوان.

حلوان‌

و مدينة حلوان‌ [3] مدينة جليلة كبيرة، و أهلها أخلاط من العرب و العجم من الفرس و الأكراد افتتحت أيام عمر بن الخطاب.


[1] شيرين: زوجة أبرويز بن هرمز (من ولد كسرى أنوشروان)، كانت يتيمة في حجر رجل من الأشراف، و كان أبرويز صغيرا (و هو كسرى الثاني، ملك ساساني 590- 628 م) يدخل منزل ذلك الرجل فيلاعب شيرين و تلاعبه، فأخذت من قلبه موضعا فنهاها عن ذلك الرجل فلم تنته فرآها و قد أخذت في بعض الأيام من أبرويز خاتما، فقال لبعض خواصه: اذهب بها إلى دجلة فغرّقها، فأخذها الرجل و مضى، فقالت له: و ما الذي ينفعك من تغريقي؟ فقال: قد حلفت لمولاي، فقالت: اقذفني في مكان رفيق فإن نجوت لم أظهر و برئت من يمينك، ففعل و توارت في الماء حتى غاب و صعدت إلى دير فترهّبت فيه و أحسن إليها الرهبان. لما تقرّر الملك الأبرويز بعد أبيه هرمز (و هو هرمز الرابع 579- 590 م) مرّ بذلك الدير رسل كسرى فدفعت الخاتم إلى رئيسهم، و قالت: ابعث به إلى أبرويز لتحظى عنده، فأرسله و عرفه مكان شيرين فسّر سرورا عظيما، و أرسل إليها فأحضرها، و كانت من أجمل النساء و أظرفهنّ ففوّض إليها أمره و هجر نساءه و جواريه و عاهدها أن لا تمكّن منها أحدا بعده، و بنى لها القصر السابق الذكر بالعراق، فلما قتله ابنه شيرويه راودها عن نفسها فامتنعت، فضيّق عليها و استأصلها و رماها بالزنا و تهدّدها بالقتل إن لم تفعل، فقالت: أفعل على ثلاث شرائط، قال: ما هي؟ قالت: تسلّم إليّ قتلة زوجي حتى أقتلهم، و تصعد المنبر و تبرّئني مما قذفتني به، و تفتح لي ناوس أبيك، فإن له عندي و ديعة عاهدني إن تزوّجت بعده، رددتها إليه. فدفع إليها قتلة أبيه فقتلهم و برّأها. قيل: و فتح لها ناوس أبيه و بعث بخادم معها، فجاءت إلى أبرويز فعانقته و مصّت فصا مسموما كان معها، فماتت من وقتها، و أبطأت على الخدم، فصاحوا، فلم تكلّمهم، فدخلوا فوجدوها معانقة لأبراويز ميتة. (الدر المنثور في طبقات ربّات الخدور، زينب بنت علي فوّاز العاملية اللبنانية، وضع حواشيه و علّق عليه محمد أمين الضناوي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1999 م، ج 2/ ص 12).

[2] كسرى: هو أبرويز أو كسرى الثاني، ملك ساساني 590- 628 م ابن هرمز الرابع، توصّل إلى العرش بمساعدة موريق الإمبراطور البيزنطي. احتل أورشليم سنة 614 م. انتصر عليه هرقل، اغتيل في السجن و اسمه الحقيقي خسرو.

[3] حلوان: حلوان العراق، و هي في آخر السواد مما يلي الجبال من بغداد، و قيل: إنها سمّيت بحلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة و كان بعض الملوك أقطعه إيّاها فسميت به. (معجم البلدان ج 2/ ص 334).

نام کتاب : البلدان لليعقوبي نویسنده : اليعقوبي، أحمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست