responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدان لليعقوبي نویسنده : اليعقوبي، أحمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 52

بغداد و لا نقصت أسواقها، لأنهم لم يجدوا منها عوضا و لأنه اتصلت العمارة و المنازل بين بغداد و سر من رأى في البر و البحر أعني في دجلة و في جانبي دجلة.

سر من رأى‌

قد ذكرنا بغداد و ابتداء أمرها و الوقت الذي بناها أبو جعفر المنصور فيه، و وصفنا كيف هندست، و هندست أرباضها، و قطائعها، و أسواقها، و دروبها، و سككها، و محالها في الجانب الغربي من دجلة، و هو جانب المدينة و الكرخ.

و الجانب الشرقي و هو جانب الرصافة الذي يسمى عسكر المهدي، و قلنا في ذلك بما علمنا، فلنذكر الآن سر من رأى، و إنها المدينة الثانية من مدن خلفاء بني هاشم.

و قد سكنها ثمانية خلفاء منهم المعتصم و هو ابتدأها و أنشأها، و الواثق و هو هارون بن المعتصم، و المتوكل جعفر بن المعتصم‌ [1]، و المنتصر محمد بن‌


أبو الفضل، خليفة عباسي، ولد ببغداد سنة 206 ه/ 821 م بعد وفاة أخيه الواثق سنة 232 ه، و كان جوادا محبّا للعمران من آثاره المتوكّليه ببغداد، أنفق عليها أموالا كثيرة، و سكنها. و لما استخلف كتب إلى أهل بغداد كتابا قرى‌ء على المنبر بترك الجدل في القرآن، و أن الذمة بريئة ممن يقول بخلقه أو غير خلقه. و نقل مقرّ الخلافة من بغداد إلى دمشق، فأقام بهذه شهرين، فلم يطب له مناخها، فعاد و أقام في سامرّا إلى أن اغتيل فيها ليلا سنة 247 ه/ 861 م، بإغراء ابنه المنتصر، و لبعض الشعراء هجاء في المتوكّل لهدمه قبر الحسين و ما حوله سنة 236 ه، و كثرت الزلازل في أيامه فعمّر بعض ما خرّبت، و كان يلبس في زمن الورد الثياب الحمر، و يأمر بالفرش الأحمر، و لا يرى الورد إلّا في مجلسه، و كان يقول: أنا ملك السلاطين و الورد ملك الرياحين و كلّ منّا أولى بصاحبه.

[1] المنتصر: المنتصر العباسي هو محمد المنتصر بالله بن جعفر المتوكّل على اللّه بن المعتصم، أبو جعفر، من خلفاء الدولة العباسية، ولد في سامرّاء سنة 223 ه/ 738 م، و بويع بالخلافة بعد أن قتل أباه سنة 247 ه، و في أيامه قويت سلطة الغلمان، فحرّضوه على خلع أخويه المعتزّ، و المؤيّد، و كانا وليي عهده فخلعهما، و هو أول من عدا على أبيه من بني العباس، و لم تطل مدّته. و كان إذا جلس إلى الناس يتذكّر قتله لأبيه فترعد فرائصه. قيل: مات مسموما بمبضع طبيب، وفاته بسامرّاء سنة 248 ه/ 862 م، و مدة خلافته ستة أشهر و أيام، و هو أول خليفة من بني العباس عرف قبره، و كانوا لا يحفلون بقبور موتاهم، إلا أن أمه طلبت إظهار قبره. و كان له خاتمان نقش على أحدهما: محمد رسول اللّه، و على الثاني:

المنتصر بالله.

نام کتاب : البلدان لليعقوبي نویسنده : اليعقوبي، أحمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست