responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدان لليعقوبي نویسنده : اليعقوبي، أحمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 32

الفرات، فريضه يعرف بسويقة عبد الوهاب، و قصره هناك قد خرب.

و بلغني أن السويقة أيضا قد خربت و أقطع العباس بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب‌ [1] الجزيرة التي بين الصراتين فجعلها العباس بستانا و مزروعا، و هي العباسية المذكورة المشهورة التي لا تنقطع غلّاتها في صيف، و لا شتاء، و لا في وقت من الأوقات.

و استقطع العباس لنفسه لما جعل الجزيرة بستانا في الجانب الشرقي و في آخر العباسية تجتمع الصراتان و الرحا العظمى التي يقال لها رحا البطريق‌ [2]، و كانت مائة


بينها و بين بغداد فرسخ، و يسقي ضياع بادوريا، و يتفرّع منها أنهار إلى أن يصل إلى بغداد فيمرّ بقنطرة العباس، ثم قنطرة الصبيبات، ثم القنطرة الجديدة، و يصب في دجلة، و يقال: إن بني ساسان هم الذين حفروا الصراة العظمى بعدما أبادوا النبط قرب مدينة المنصور (بغداد).

(معجم البلدان ج 3/ ص 453).

[1] العباس بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو الفضل الهاشمي، أمير ولد سنة 121 ه/ 739 م، هو أخو المنصور و السفاح، ولاه المنصور دمشق، و بلاد الشام كلها، و ولي إمارة الجزيرة في أيام الرشيد. و أرسله المنصور لغزو الروم في ستين ألفا.

و حج بالناس مرات عديدة، مات في بغداد سنة 186 ه/ 802 م، كان أجود الناس رأيا، و إليه تنسب العباسية و هي محلة بالجانب الغربي من بغداد، دفن فيها. كان الرشيد يجلّه و يحبّه، و يزعم أهله أن الرشيد سمّه.

[2] رحا البطريق: الرحا: هي التي يطحنها فيها، و هي ببغداد على الصراة، قيل: إنها أحسن موضع، الدور من تحتها و السوق من فوقها، و فيها ماء غزير حاد الجرية، نسبت هذه الرحا إلى البطريق برواية الفضل: أنه لما أفضت الخلافة إلى المهدي، قدم عليه بطريق كان قد أنفذه ملك الروم مهنئا له فأوصلناه إليه و قرّبناه منه، فقال المهدي للربيع: قل له يتكلم، فقال الربيع: ذلك للترجمان، فقال البطريق: هو بريّ من دينه و إلا فهو حنيف مسلم إن كان قدم لدينار أو لدرهم و لا لغرض من أغراض الدنيا، و لا كان قدومه إلا شوقا إلى وجه الخليفة، و ذلك أنّا نجد في كتبنا أن الثالث من آل بيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) يملأها عدلا كما ملئت جورا فجئنا اشتياقا إليه، فقال الربيع للترجمان: تقول له قد سرني ما قلت و وقع مني بحيث أحببت، و لك الكرامة ما أقمت و الحباء إذا شخصت، و بلادنا هذه بلاد ريف و طيب فأقم بها ما طابت لك، ثم بعد ذلك فالإذن إليك، و أمر الربيع بإنزاله و إكرامه، فأقام أشهرا، ثم خرج يوما يتنزّه ببراثا و ما يليها، فلما انصرف اجتاز إلى الصراة، فلما نظر إلى مكان الأرحاء، وقف ساعة يتأمله، فقال له الموكلون به، قد أبطأت فإن كان لك حاجة فأعلمنا إياها، فقال: شي‌ء فكرت فيه، فانصرف، فلما كان العشي راح إلى الربيع، و قال له: أقرضني خمسمائة ألف درهم، قال: و ما تصنع بها؟ قال: أبني لأمير المؤمنين مستغلا يؤدي في السنة خمسمائة ألف درهم، فقال له الربيع: لو سألتني أن أهبها لغلامك ما خرجت إلا و هي معه، و لكن هذا أمر

نام کتاب : البلدان لليعقوبي نویسنده : اليعقوبي، أحمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست