المسك القصاري يؤتى به من بلدة يقال لها قصار بين الهند و الصين. قال: و قد يلحق الصيني إلا أنه دونه في القيمة و الجوهر و الرائحة. قال: و السمك الجرجيري و هو مسك يشاكل التبتي و يشبهه و هو أصفر زعراء الرائحة، و بعده المسك العصماري و هو أضعف أنواع المسك كلها و أدناها قيمة يخرج من النافجة التي زنتها أوقية زنة درهم من المسك، ثم المسك الجبلي و هو ما يؤتى به من أرض السند من أرض الموليان (المولتان) و هو كثير (كبير) النوافج حسن اللون إلا أنه ضعيف الرائحة.
و قال: (الخ) ما اشتراه تجار خراسان السغدي من التبت و حملوه على الظهر إلى خراسان ثم يحمل من خراسان إلى الآفاق.
العنبر
قال محمد بن أحمد التميمي [1] حدثني أبي عن أبيه عن أحمد بن أبي يعقوب أنه قال العنبر [2] أنواع كثيرة و أصناف مختلفة و معادنه متباينة و هو يتفاضل بمعادنه و بجوهره فأجود أنواعه و أرفعه و أفضله و أحسنه لونا و أصفاه جوهرا و أغلاه قيمة العنبر الشحري و هو ما قذفه بحر الهند إلى ساحل الشحر من أرض اليمن، و زعموا أنه يخرج من البحر في خلقة العنبر أو الصخرة الكبيرة. قال التميمي الخ ...
قال و حدثني أبي عن أبيه عن أحمد بن أبي يعقوب قال: تقطعه الريح و شدة الموج فترمي به إلى السواحل و هو يفور لا يدنو منه شيء لشدة حره و فورانه فإذا أقام أياما و ضربه الهواء جمد فتجمعه الناس من السواحل المتصلة بمعادنه.
قال: و ربما أتت السمكة العظيمة التي يقال لها أكبال (البال) فابتلعت من ذلك العنبر الطافي و هو يفور فلا يستقر في جوفها حتى تموت و تطفو و يطرحها البحر إلى الساحل فيشق جوفها و يستخرج ما فيه من العنبر و هو العنبر السمكي و يسمى أيضا المبلوع.
[1] محمد بن أحمد بن خليل بن سعيد التميمي المقدسي طبيب عالم بالنبات و الأعشاب.
[2] العنبر: عندما يموج البحر في الساحل يوجد هذا العنبر، أجوده الأشهب القوطي السلاهطي، ثم الأزرق، ثم الأصفر، حار يابس ينفع المشايخ بلطف تسخينه. (الشفاء بالنباتات و الأعشاب و الطب الطبيعي، من القانون في الطب، للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد اللّه بن علي، ابن سينا، ضبطه و وضع حواشيه محمد أمين الضناوي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1421 ه/ 2001 م.